السادس أن الصقالبة غير مقصورين على البلاد التي حصرهم فيها المصنف اذ هم منشرون في الروسية وفي بولاند المشهورة في اللغة التركية باسم لاهستان وفي بوهيميا والبلغار والصرب والجبل الاسود فسكان هذه الاقطار كلهم صقالبة ويقال لهم باللغة التركية اسقلاون وبلغات الافرنج اسكلاف. ورأيت في هامش تاج العروس المطبوع بمصر قبالة مادة صقلب ما نصه صقالبة بلاد له وجه وانكروس فافلاق وبغدان منها ومبين في كتب الجغرافيا بانها طائفة بلغر ومعرب تفاليا يوناني انظر ص 181 من الاوقيانوس. قلت اهل الافلاق وبغدان لا يعدون من الصقالبة فانهم من بقايا الرومانيين ولذلك سموا بلادهم رومانيا ولغتهم تشبه اللغة الطلبانية وقوله صقالبة بلاد له الخ جعل الصقالبة البلاد التي يسكنونها ومثله قوله طائفة بلغر. السابع ان المصنف اورد القسطنطينية غير معرفة باللام وكذا قال في قسط ونص عبارته وقسطنطينة او قسطنطينية بزيادة يآء مشددة وقد تضم الطاء الاولى منهما دار ملك الروم وفتحها من اشراط الساعة وتسمى بالرومية بوزنطيا اه وقال السلامة عبد اللطيف البغدادي في ذيله على فصيح ثعلب ومما يخفف والعامة تشدده هن المرأة وحرها وهي ملكية وسلمية وقسطنطينية بتخفيف اليآء فيهن اه مع انها منسوبة الى قسطنطين فكان حقها ان تشدد وتعرف كما تقول الاسكندرية وفي الحديث لتفتحن القسطنطينية وقول المصنف قسطنطينة هذا الاسم يطلق الآن على اقليم في الجزائر وبقى النظر في ايراده قسطنطينية في قسط وايراده القسطنينة في النون وفي قوله ان فتحها من اشراط الساعة. ويشبه تخليطه في السقالبة والصقالبة قوله في ردس وجزيرة رودس بضم الرآء وكسر الدال ببحر الروم حيال الاسكندرية ثم قال بعدها روذس بضم الرآء وكسر الدال المعجمة جزيرة للروم تجاه الاسكندرية على ليلة منها غزاها معاوية رضي الله تعالى عنه. وهو يوهم ان هناك جزيرتين فكان حقه ان يقول رودس او روذس جزيرة للروم الخ وقوله على ليله منها يرد عليه ان بعدها عن الاسكندرية ينيف على ثلاثمائة ميل على ان المسافة في البحر لا تقدر الا على سير البواخر اما على سير السفن الشراعية فوكول الى الريح وانما هي ريح لست تضبطها. فان قيل ان عبارة العباب تقرب من عبارة المصنف فأنه قال روذس جزيرة ببلاد الروم غزا معاوية رضى الله عنه قبرس ورودس وروذس مقابلة الاسكندرية على ليلة منهما قلت يحتمل ان اصل الكلام وروذس او رودس فحرفة الناسخ على ان المصنف غير معذور على متابعة صاحب العباب لانه جال في الروم بخلاف الصغانى فكان ينبغي له ان يتروى في ذلك كيف لا وقد خطأ الجوهري في سدوم حيث قال وسدوم لقرية قوم لوط غلط فيه الجوهري والصواب سذوم بالذال المعجمة. الاسكندر بن الفيلسوف وصوابه ابن فيلبس وهكذا