إلى النصرانية اكثر منهم وفي كلام ابى الليث مواضع المتعقب اضربنا عنها اذ ليس الغرض هنا البحث في متعلقات الديانات. القس رئيس النصارى في العلم وعبارة الصحاح في الدين والعلم ومثلها عبارة العباب وهذا البحث قد مر واقصر من ذلك قوله في اللام الابيل رئيس النصارى مع ان النصارى اجناس مختلفون فاى الاجناس أراد هنا وفي الفقرة السابقة. البطريق ككبريت القائد من قواد الروم تحت يده عشرة آلاف رجل ثم الطرخان على خمسة آلاف ثم القومس على مائتين. وهنا ملاحظة من عدة أوجه. احدها ان في اللغة اليونانية لفظتين متقاربتين في اللفظ كما بلغنى من بعض علماء الروم هما بطريرخ ومعناها رئيس الآباء وبطريكيوس فالاولى مختصة برئيس النصارى في الدين من الروم وغيرهم وهي التي عربها العرب فقالوا بطريق والمشهور الآن بطرك وفي كلام المصنف في باب الكاف إشارة اليه فانه قال البطرك كقمطر وجعفر البطريق او سيد المجوس وعبارة العباب السيد من سادات المجوس وعبارة اللسان البطريق بلغة اهل الشام القائد وجمعه بطارقة ويقال ان البطريق عربى وافق العجمى وهو لغة اهل الحجاز ابن سيده البطريق العظيم من الروم وقيل هو الرضى المعجب. واللفظ الثانى وهو بطريكيوس معناه مدبر او مسيطر فلا يبعد انه هو الذى كان يقود عشرة آلاف فان رؤساء الدين عند النصارى منهيون عن القتال الا ان يقال ان البطرك كان يسافر مع الجيش للتبرك بوجوده بينهم والتيمن بدعائه اذ لا يحتمل ان من كان في وظيفة يحسن تدبير الجيش لجهله بمواقع الحرب وحيلها وفنونها ومن كان على هذه الصفة فلا يصلح لان يكون رئيسا عليه واذا ساغ البطرك ان يقاتل ساغ أيضا للاسقف والمطران وان يتولى كل منهما رئاسة جيش فلاى شيء سكت المصنف عنهما وذكر الطرخان والقومس والروم لا تعرف هذين الاسمين فقد سألت منهم عنهما غير واحد فلم يعرفهما وانما تعرف لفظة القمس بتشديد الميم عند القبط وهو أيضا رئيس من رؤسائهم في الدين ويفهم من كلام المصنف في مادة قس ان القمامسة والبطارقة بمعنى. الثانى ان المصنف اقتصر في تقسيم جيش الروم بعد ذكر الخمسة آلاف على المائتين فكان عليه ان يذكر رئيس الالف والالفين. الثالث ان ابن سيده حكى في المحكم في مادة بند البند كل علم من اعلام الروم يكون للقائد تحت كل علم عشرة آلاف رجل ولم يذكر انه البطريق وصاحب العباب وصاحب اللسان لم يتعرضا لشرح وظيفة البطريق الا ما تقدم آنفا فان التعرض لذلك ضرب من الفضول. في شمع شمعون الصفا اخو يوسف صلوات الله عليهما اه وهو خطأ فان اخا يوسف يقال له شمعون فقط والنعت بالصفا لقب احد الحواريين المشهور باسم بطرس وكان يقال له أولا شمعون فشبهه عيسى عليه السلام بالصخرة وهي في اللغة اللاتينية واليونانية بتروس فعربها نصارى الشام بطرس واستعملوا مرادفها