من ذلك أن المصنف نفسه جمع تفسيرًا من كلام ابن عباس وسماه تنوير المقباس من تفسير ابن عباس، فقال في تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} [الفلق: 3]، إذا وقب من شر الليل إذا دخل وهذا التفسير طبع بمصر، وقال المحشى بعد أن ذكر سبعة أقوال في هذه الآية ما نصه واستوعبته بأكثر مما هنا في حواشي الجلالين وأشرت إلى ذلك هنا وإن كان من الفضول مجاراة للمصنف فإنه في الفضول أصل من الأصول.
هذا النوع في كتابه أكثر من أن يحصر فأذكر هنا نموذجًا منه مبتدئًا مما انتقده عليه الإمام المناوي في حرف الهمزة،
• فمن ذلك قوله في جزأ والشيء اياى كفاني، عبارة الصحاح واجزأني الشيء كفاني،
• الحدأة كعنبة طائر م ج حدأ وحداء بالمد وهي نادرة خلافًا لما يوهمه صنيع المؤلف حيث سوى بينهما،
• الدرء الميل والعوج ورجل ليس الرجل الدرء بل درء كما صرحوا به،
• إبل مدفئة ومدفئة قضية كلام المؤلف أن التخفيف والتشديد سيان، والأمر بخلافه بل التخفيف هو الأكثر،
• رأرأ دعا الغنم بأرأر، قال في اللسان والمشوف وقياس هذا أن يقال فيه رأرأ إلا أن يكون شاذًا أو مقلوبًا،
• ردأ الحائط دعمه كاردأه، لكن الرباعي على ضعف كما يشير إليه قول الصغاني اردأت الحائط لغة في ردأته وقول ابن سيده اردأت لغة عن يونس،
• وبعده فهو ردئ من اردئاه بهمزتين عن اللحياني وحده هكذا في الموشف وغيره وهو يشعر بالشذوذ فجزم المؤلف به واقتصاره عليه غير مرضي كما لا يخفى،
• رقأ في الدرجة صعد فيها، هكذا جاء عن كراع وتعقبه في اللسان بأنه نادر والمعروف رقى قال في التهذيب يقال رقأت ورقيت وترك الهمزة أكثر، وقال في المشوف المعروف رقى بالياء، وعبارة العباب ورقأت الدرجة لغة في رقيت فكان ينبغي للمؤلف التنبيه عليه،
• رنأ إليه كجعل نظر، لكنه نادر كما يشير إليه قول العباب وغيره وهو لغة في رنا أي بغير همز،
• اليرنأ في فصل الياء، أي سيجيء ذكره في فصل الياء الذي هو خاتمة هذا الباب؛ لأنه المحل اللائق به إذ أوله ياء فليس موضعه حرف الراء كما ادعاه في المحكم وأورده فيه، فهذا من المؤلف إيماء إلى الرد عليه وقد تبع في ذلك صاحب العباب فإنه ذكره في ترجمة يرنأ آخر باب المهموز تبعًا للجوهري، وقال عن يرنأ وهذا من غريب الأفعال وما أغربه وأظرفه وتعقبه صاحب المشوف بأنه إنما كان غريبًا لأنه يفعل في الماضي، فتكون الياء زائدة وإذا كان كذلك فالصواب ذكره في رنأ كما ذكره ابن سيده اه، وبذلك عرف أن المؤلف لم