واعلم أني أذكر في كتابي هذا تتميمًا للفائدة ما قد يذكره بعض أهل اللغة إما لتركهم التنبية على أنه مولد وصاحب القاموس يفعله كثيرًا حتى تراه يعتمد في بعض اللغات على كتب الطب وهو من سقطاته الفاضحة، وإما لأنهم لم يحققوا معناه وإما لكونه غريبًا نادر الاستعمال،
• وقال العلامة بهاء الدين العاملي صاحب الكشكول إنه (أي المصنف) كثيرًا ما يخرج عما هو فيه إلى وظيفة الطبيب وهذا دأبه وديدنه قال في الكركى طائر مرارته الخ، ولا يخفى أن يكون كلامًا لابن البيطار في جامعته لا للغوى في كتابته،
• وقال العلامة المحشى عند وصف المصنف عنب الثعلب أن التعرض لخواص النبات ومنافعه في الدواوين اللغوية إنما هو من الفضول الزائدة على الأبواب والفصول، ولذا عد العلماء هذا من تخلطيات صاحب القاموس وخروجه عن المراد كما نبه عليه العاملي في الكشكول، وقال أيضًا في غرب الغروب الأسنان كما في النهاية ورقتها وحدتها كما في الصحاح وغيره وأغفله المجد الشيرازي في قاموسه تقصيرًا على عادته في ترك الضروريات المتداولة بين أرباب الفنون والتحجج بالمسائل الطبية التي أعرض عنها ابن البيطار في المفردات ولم يتعرض لها الشيخ في القانون،
• ومن الصلف الذي فخر به على السلف مخالفته للأقوال الصحيحة في تفسير ألفاظ القرآن الكريم وإحالتها عن وجهها المستقيم،
• فمن ذلك قوله في جلد الجلد الذكر وقالوا لجلودهم لم يشهدتم علينا أي لفروجهم، قال الشارح قال ابن سيده وعندي أن الجلود هنا مسوكهم التي تباشر المعاصي اه، وقال الزمخشري في الكشاف وقيل المراد بالجلود الجوارح وقيل هي كناية عن الفروج، وقال المحشى قال الشيخ علي القاري في الناموس لا وجه للعدول عن سائر الأعضاء لاسيما السمع والبصر المذكورين سابقًا ولاحقًا في هذه الآية، وكذا الأيدي والأرجل المنصوص عليهما في الآية الأخرى العامة لأهل الكفر والكفران إلى خصوص الذكر ونحوه المختصة بالزناة ونحوهم من أهل العصيان اه، فقد رأيت أن المصنف لم يصب في اقتصاره على أحد القولين ولكن هذا دأبه،
• ومن ذلك قوله والسكينة بالكسر مشددة الطمأنينة وقرئ بهما قوله تعالى: {فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ} [البقرة: 248] أي ما تسكنون به إذا أتاكم، أو هي شيء كان له رأس كرأس الهر من زبرجد وياقوت وجناحان،
• قال الراغب في مفرادته السكينة والسكن واحد وهو زوال الرعب، وعلى هذا قوله تعالى أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم، وما ذكر أنه شيء رأسه كرأس الهر، فما أراه قولاً يصح،
• وأنكر ما جاءه من هذا النوع قوله في وقب وقب الظلام دخل والشمس، وقبا ووقوبًا غابت، والقمر دخل في الكسوف ومنه غاسق إذا وقب، أو معناه أير إذا قام حكاه الغزالي وغيره عن ابن عباس اه، مع أن البيضاوي والزمخشري والجوهري والصغاني وابن منظور صاحب لسان العرب والقرطبي في أفعاله اقتصروا على تفسير الغاسق بالليل، وأغرب