أو غامرة إلى أن قال وجنس المكان كالعراق والشام والبلدة الجزء المخصص كالبصرة ودمشق، هنا أيضًا ملاحظة من عدة أوجه: أحدها أن المصنف قال في الخطبة مكتفيًا بكتابه ع د هـ ج م عن قولي موضع وبلد وقرية والجمع معروف، وكل ما أشار إليه بالدال من أول كتابه إلى آخره ليس بالمعنى الذي ذكره هنا، بل بالمعنى المشهور بين الناس وهو مرادف المدينة، وإطلاقه هذين الاسمين على مكة شرفها الله تعالى موافق له ومصداق عليه،
• الثاني أن قوله مستحيرة لم يذكر هذا البناء في حوز ولا في حيز فنقلها من المحكم نسي أن يذكرها في محلها المخصوص،
• الثالث أن قوله وجنس المكان الخ هذه عبارة ابن سيده لكن حكاها بقيل إشارة إلى أنه قول لبعض أئمة اللغة، فإن الجوهري والرازي مختصر الصحاح والفيومي لم يفرقوا بين البلد والبلدة وجمعوا البلد على بلدان والبلدة على بلاد، أما ابتداء المصنف هذه المادة بمكة شرفها الله تعالى فهو من أسلوبه الذي خالف فيه سائر اللغويين، بل خالف نفسه أيضًا إذ لم يقل مثل ذلك في المدينة،
• قال ابن دريد في الجمهرة في أول المادة البلد معروف والبلاد جمع بلدة، وبلدة البحر وسطه والبلدة منزل من منازل القمر، والبلد الأثر في البدن وغيره والجمع أبلاد، ورجل بليد بين البلادة ضد التحرير وقال ابن فارس في الجمل البلدة الصدر ووضعت الناقة بلدتها بركت، والبلدة نجم يقولون هي بلدة الأسد أي صدره والبلد صدر القرى (كذا)، والبلد الأثر، وقال الزبيدي مختصر العين البلد واحد البلدان والبلدة ثغرة النحر، والبلدة منزلة من منازل القمر، والبلدة بلجة ما بين الحاجبين، والبلد الأثر وجمعه أبلاد، وقال الزمخشري في الأساس وضعت الناقة بلدتها وهي صدرها إذا بركت، ومن المجاز إذا لم تفعل كذا فهي بلدة بيني وبينك تريد القطيعة أي إباعدك حتى تفصل بيننا بلدة من البلاد، ويقال المتلهف تباد وضرب بلدته على بلدته أي صفحة راحته على صدره، وقال الأزهري في التهذيب قال الليث البلد كل موضع مستحيز من الأرض عامر أو غير عامر، خال أو مسكون فهو بلد، والطائفة منه بلدة والجمع البلاد، والبلدان اسم يقع على الكور والبلد المقبرة، ويقال هو نفس القبر والبلدة بلدة النحر وهي الثغرة وما حواليها، والبلدة في السماء موضع لا نجوم فيه، وهي من منازل القمر، وقال ابن منظور في اللسان البلدة والبلد كل موضع أو قطعة من الأرض مستحيزة عامرة كانت أو غامرة، ثم نقل عبارة التهذيب إلى أن قال وفي الحديث "أعوذ بك من ساكني" البلد من الأرض ما كان من مأوى الحيوان وإن لم يكن فيه بناء، وأراد بساكنيه الجن؛ لأنهم سكان الأرض والجمع بلاد وبلدان، والبلدان اسم يقع على الكور، قال بعضهم البلد جنس المكان الخ، كما هي عبارة المحكم، وتمام الغرابة أن صاحب الكليات ذكر البلادة دون البلد، ثم إن المصنف ذكر البلد والبلدة ولم يذكر جمعهما خلافًا للجوهري، وبعد أن ذكر للبلد