أنه بعد أن نسب إلى الجوهري قصور الباع وضيق الرباع تابعه على قوله يقال إذا شربت فاسئر، فإن لفظ الحديث إذا شربتم فاسئروا، وقال الأمام النواوي في تهذيب الأسماء واللغات أنكر الشيخ تقي الدين استعمال لفظ سائر بمعنى الجميع، فقال هو مردود عند أهل اللغة معدود في غلط العامة أشباههم من الخاصة، قال ولا التفات إلى قول الجوهري سائر الناس جميعهم، فإنه لا يقبل فيما تفرد به وقد حكم عليه بالغلط إلى أن قال (أي النواوي) وقد استعمل الغزالي رحمه الله لفظ سائر بمعنى الجميع في موضع الوسيط وهي لغة صحيحة ذكرها غير الجوهري وذكرها الإمام أبو منصور الجواليقي في أول كتابه شرح أدب الكاتب، واستشهد على ذلك، وإذا اتفق هذا الإمامان على نقلها فهي لغة اه، قلت وهو حجة على الاستشهاد بكلام المولدين، ويفهم من كلام الخفاجي أيضًا أن أبا علي ومن تبعه أيضًا أجازوا استعمال السائر بمعنى الجميع، فكيف قال الصغاني كما توهم من قصر باعه في العربية،

• الخامس أن ابن سيده أورد سائرًا في سير ونص عبارته وسائر الشيء بقيته ويجوز أن يكون من الياء لسعة باب س ر ى (كذا) وأن يكون من الواو؛ لأنها عين وكلاهما قيل اه، وقال صاحب المصباح ولا يجوز أن يكون مشتقًا من سور البلد لاختلاف المادتين اه، وقال الخفاجي أيضًا قال أبو علي هو معتل العين من سار يسير ومعناه جماعة يسير فيها هذا الاسم، ويطلق عليها ولا مانع من كون الباقي جميعًا باعتبار آخر لكونه جميع ما بقي وترك فتجوز به عن مطلق الجمع، وهذا أسر مما مر اه، ومن الغريب أن صاحب اللسان أورد السائر في المهموز والمعتل من غير تنبيه عليه فقال في الأول وأسأر منه شيئًا أبقى، وفي الحديث إذا شربتم فأسئروا، والنعت من سار على غير قياس؛ لأن قياسه مسئر وتسأر النبيذ شرب سؤره وبقايا، وفي الحديث "فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام" أي باقيه، وقال والسائر مهموزًا الباقي، قال ابن الأثير والناس يستعملونه في معنى الجميع وليس بصحيح، وتكررت هذه اللفظة في الحديث وكله بمعنى باقي الشيء، والباقي الفاضل، ثم قال في المعتل تبعًا للجوهري وسائر الناس جميعهم وسار الشيء لغة في سائره، ثم ذكر عن التهذيب ما نصه وأما قوله وسائر الناس همج، فإن أهل اللغة اتفقوا على أن معنى سائر في أمثال هذا الموضع بمعنى الباقي من قولك أسأرت سؤرًا وسؤرة إذا أفضلتها،

• السادس أن الجوهري قيد لفظ سائر بالناس وغيره أطلقه وقال إذا شربت فاسئر، ولم يجعله حديثًا وغيره جعله حديثًا، وحكاه بصيغة الجمع، والمصنف لم يتعرض لتخطئته فقد فاته هنا فرصتان والفرصة الثالثة أنه لم يخطئه في إيراد سائر في المعتل كما تقدم، فهذا اختلاف أئمة اللغة في هذا الحرف، وتمام العجب أنه لم ينقل أحد منهم عن سيبويه قولاً فيه مع أنهم ينقلون عنه في كلا خلاف، دق أو جل كثر أو قل،

• في بلد والبلدة مكة شرفها الله تعالى وكل قطعة من الأرض مستحيزة عامرة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015