فاعل للمؤنث فإن قيل أن هذا معلوم من القاعدة الصرفية فلا حاجة إلى ذكره، وخصوصًا أنه نص في خطبة كتابه على أنه تحرى الإيجاز وهذا منه، قلت ليس ذلك بمطرد عنده فإن قال في ثبت ثبت ثباتًا وثبوتًا فهو ثابت وثبيت وفي علم رجل عالم وعليم، وفي فطم فطم الصبي فصله عن الرضاع، فهو مفطوم وفطيم وغير ذلك مما يحصر، فكان ينبغي له أن يطرد ذلك أو ينبه عليه في الخطبة على أنه لم يذكر الشديدة في بابها بهذا المعنى ونص عبارته والحروف الشديدة أجدت طبقك وأشد أشدادًا إذا كانت معه دابة شديدة، وما ذلك إلا لأن الجوهري لم يذكرها، وعبارة المحكم والشدة والشديدة من مكاره الدهر، وجمعها شدائد، فإذا كان جمع شديدة فهو على القياس، وإذا كان جمع شدة فهو نادر،
• وقوله الواقعة النازلة الشديدة، الحاقة النازلة الثابتة، الآبدة الداهية يبقى ذكرها أبدًا، وقوله أبدًا حسنة من حسناته لأن أئمة اللغة متى ذكروا الأبد منكرًا منصوبًا قرنوه بالنفي نحو لا أفعله أبدًا، فيتبادر إلى الذهن أنه لا يستعمل في الإثبات نظير عوض مع أنه يستعمل فيه كما يستعمل في النفي، ويكون معناه لتأكيد الزمان لا لدوامه، حدثان الأمر بالكسر أوله ومن الدهر نوبه كحوادثه وهو يوهم أن الحوادث مختصة بنوب الدهر وفيه أيضًا أنه فسر المفرد بالجمع فكان الأولى أن يقول ومن الدهر ما يحدث منه من النوب، وعبارة المحكم حدثان الدهر وحوادثه نوبه وما يحدث منه وكذلك أحداثه، المحرث والمحراث ما يحرك به النار وفي هامش تاج العروس ما نصه: المحراث آلة حرث الأرض كما في لهجة اللغات، والمحراث هذا مما فات على المصحح التنبيه عليه في القاموس المشكول مع أنه مصري، والعجب أن المحراث لم يذكر في شيء من أمهات اللغة بهذا المعنى اه، وتمام العجب أن الجوهري قيد النار بنار التنور، الراوي من يقوم على الخيل، المتدثر المابون، المحصلة كمحدثة المرأة التي تحصل تراب المعدن، وفيها إيهامان أحدهما أنه لا يقال للمرأة محصلة إلا في تراب المعدن، والثاني أنه لا يقال للرجل محصل مع أن هذا العمل أحرى أن يكون خاصًا بالرجال دون النساء ويؤيده قول الزمخشري حصل تراب المعدن، ميز الذهب وخلصه وعبارة المحكم التحصيل تمييز ما يحصل، وفي مفردات الراغب التحصيل إخراج اللب من القشور كإخراج الذهب من حجر المعدن والبر من التبن، ويلحق بذلك قوله أوقع بهم بالغ في قتالهم، وهو عام يستعمل في القتال وغيره كما تدل عليه عبارة الجوهري، حيث قال ووقعت بالقوم في القتال وأوقعت بهم بمعنى ويقال أيضًا أوقع فلان بفلان ما يسوءه،
• وقوله يأس ييئس كيمنع ويضرب شاذ وهو يؤس كندس ويؤوس كصبور قنط، وهو يوهم أنه لا يقال يائس مع أنه الأصل، وقد أثبته ابن سيده في المحكم وزاد أيضًا صيغة يئس ككتف وإنما أهمله المصنف لأن الجوهري لم يذكره وفيه أيضًا أنه كتب همزة ييئس بصورة الياء، وهي في نسخة صحيحة قديمة من الصحاح بالألف، وقوله كيضرب شاذ الذي في النسخة المذكورة بعد ذكر يئس الأولى