وفيه لغة أخرى يئس ييئس بالكسر فيهما وهو شاذ وقوله كيمنع يقتضي أن ماضيه يأس فكان حقه أن يقول كيعلم وفي هذا القدر كفاية.
ومن هذا القصور أنه تارة يذكر صيغة فعيل وفعول وتارة يهملها فقد رأيت في كتب الأدب وغيرها كثيرًا من هذا البناء، غير مذكور في قاموس، فما أدري سببًا لما ذكره ولا لما أهمله،
• ومن الغريب هنا ما نقله الإمام السيوطي في المزهر عن ابن خالويه في شرح الفصيح أن العرب تبني أسماء المبالغة على اثنى عشر بناء فعال كفساق وفعل كغدر وفعال كغدار، وفعول كغدور، ومفعيل كمعطير، ومفعال كمعطار، وفعله كهمزة لمزة، وفعولة كملولة وفعالة كعلامة وفاعلة كراوية وخائنة وفعالة كبقاقة للكثير الكلام ومفعالة كمجذامة اه، فلم يذكر بناء فعيل مع أنه لا خلاف في أنه للمبالغة ولا بناء فعيل كسكيت، ولا بناء فاعول كفاروق ولا بناء مفعل كقولهم هو مسعر حرب، وغير ذلك مما عدل به عن اسم الفاعل ودل على معناه، فالظاهر أن الإمام السيوطي كان إذا روى عن إمام لا يتعرض له،
• ومن ذلك أنه تارة يذكر الأفعال السداسية نحو استعظم واستحسن واستملح وتارة يهملها نحو استظرف واستلطف ومرة يذكر المصدر الميمي واسم الآلة والمكان والنوع وصيغة تفعال، ومرة يهملها، ومرة يورد وزن فعال بمعنى أفعل ومرة يغفله، وهو عند سيبويه مقيس كذا في المحكم ومرة يورد الاسم ويزنه على كتف فيوهم أنه لا فعل له على أن الكتف فيها لغات، ومرة يزنه على فرح فيوهم أن له فعلاً ومرة يذكر المثل في المضاف ومرة في المضاف إليه، فقد ذكر لقيت منه عرق القربة في عرق ولم ينبه عليه في قرب، كما نبه على تحت طريقتك عنداوة في عند، وطرق وأورد خفي حنين في الفاء والنون وربما أورد المثل في غير مادته، فإنه أورد آخر البز على القلوص في ختع لا في بزز ولا في قلص، وإنما أشار إليه في بزز مع أنه أورد أقطف من ذرة ومن حلمة ومن أرنب في قطف وأورد، كنت نشبة فصرت عقبة في نشب، ولم يذكر للعقبة في بابها معنى يناسب المثل، وعندي أن الأولى أن تذكر الأمثال في موضعين،
• ومن ذلك تخليطه في فعلانة وفعلى كقوله في ظمئ ظمئ كفرح وهو ظمئ وظمآن وهو ظمآنة فلم يذكر ظمأى مع أنها أفصح من ظمانة، ولذلك اقتصر عليها الجوهري، قال المحشى قوله ظمانة على اختلاف اصطلاحه فلو قال وهي بهاء لدل على المراد وزيادة أنه يقال ظمئه كفرحة، كما قيل في مذكرها، ثم إن ظمانة بالهاء إنما هي لغة لبني أسد، كما قاله ابن مالك وغيره وهي متروكة عن الأكثرين، وهو (أي المصنف) تارة يأتي بها متقدمة على المشهور الكثير وتارة يهملها بالكلية وهي قاعدة لبني أسد أن كل فعلان يؤنث بالهاء فيقولون في مؤنثه فعلانة، واشتهر عند غيرهم ندمانة ولذا صرفوا ندمان على ما عرف في العربية،
• ومن أمثله المبهم من المشتقات قوله السنوب الكذاب والتغضب، الرداح العجزاء