شراح الكامل وغيرهم وقولهم فال رأيه يفيل إذا أخطأ وضعف وفيل رأيه تفييلا إذا قبحه وخطأه وضعفه وهو فئل الرأي وفيله ككيس وضبط القرافي وغير من الشراح وأرباب الحواشي له بالقاف من القول غلط واضح لا يلتفت إليه اه. قلت مثل هذا لا يسمى غلطا فإن المعنى يصح عليه بل هو أصح من الفائل لأن الفائل صفة للرأي لا للإنسان فهو على حد قبولهم أفلج الأسنان ولأن المبرد لو أراد الطباق لقال المخطئ ثم راجعت النسخة الناصرية والنسخة الهروية فوجدت فيهما القائل بالقاف وكذلك وجدته في الكامل الذي طبع في الأستانه صفحة 18 وفي شرح المقامات للعلامة الشربشي صفحة 18 من الجزء الأول. والمبرد بفتح الراء المشددة عند الأكثرين هو أبو العباس محمد بن يزيد كان إماما في النحو واللغة وفنون الأدب وله تصانيف جليلة منها الكامل والمقتضب والروضة وكان كثير الحفظ فصيح اللسان كريم العشرة والمجالسة حلو الخطاب صحيح القريحة مع جودة الخط وكان هو وأبو العباس ثعلب خاتمة الأدباء وكانت ولادته لليلتين بقيتا من ذي الحجة وذي القعدة سنة ست وثمانين ومائتين ببغداد ودفن في مقابر باب الكوفة في دار اشتريت له وصلى عليه أبو محمد يوسف بن يعقوب رحم الله تعالى. قوله واختصصت كتاب الجوهري من بين الكتب اللغوية مع ما في غالبها من الأوهام الواضحة والأغلاط الفاضحة لتداوله واشتهاره بخصوصه واعتماد المدرسين على تقوله ونصوصه قال المحشي أصل معنى الغالب القاهر المستولى على الشيء واستعمله المصنفون بمعنى الأكثر يقولون هذا الاستعمال هو الغالب أي الأكثر دور أنا في الكلام والمدرسين جمع مدرس الكثير الدرس ودرس العلم قرأه ونشره ووقع في نسخة ابن الشحنة هذا الزمان اه قلت المشهور الآن أن المدرس الذي يلقي الدرس على الطلبة فهو متعد إلى مفعولين مثل علم وقول المتنبي (بها نبطي من أهل السواد يدرس أنساب أهل العلا) فسر العلامة العكبري شارح ديوانه يدرس يعلم وجاء في كلاك أب بكر الخوارزمي يذكر بيت شعر وحتى كأني لم أدرسه صغيرا ولم أدرسه كبيرا والعجب هنا من المحشي فإنه لما أثبت أن الذهوب بمعنى الذهاب وأرد في كلام الفصحاء من الإسلاميين استشهد له بكلام المتنبي وأب تمام ولم يفطن هنا لبيت المتنبي. وبقي النظر في قول المصنف واختصصت كتاب الجوهري فهل المراد بذلك أنه اختصه بالانتقاد والتخطئة ليصرف عنه المدرسين أو بالنقل عنه. قوله وهذه اللغة الشريفة التي لم ترل ترفع العقيرة غريدة بأنها وتصوغ ذات طوقها بقدر القدرة فنونألحانها قال المحشي هذا الكلام ثابت في أصولنا كلها وهو ساقط في بعض النسخ إلى قوله وكتابي هذا والعقيرة صوت المغني والغريدة بكسر الغين والراء المشددة من غرد الطائر وذات