ونصيحتنا لهؤلاء: إذا كانوا لا يعتقدون جدوى التمسك بالواجبات والسنن، ولا يرغبون في العمل بها، فعلى الأقل أن لا يصدوا الناس عنها، حتى لا يكونوا -بفعلهم هذا- ممن عناهم الله تعالى بقوله: {لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا} [آل عمران: 99].
ولا شك أن الواجبات والمندوبات من سبيل الله، وَمَنْ صَدَّ عنها، أو استهزأ بها، فَقَدْ صَدَّ واستهزأ بسبيل الله ...
وقال تعالى عن الشيطان:
{وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 91].
ولا ريب أن صد الناس عن الواجبات والسنن صَدٌّ عن ذكر الله .. فهل إخواننا عن هذا منتهون؟
ثم من ذا الذي يجرؤ على هذا التقسيم، ويضع لنا فاصلًا في كل أمر .. أهو جزئية أم كُلِّيَّةٌ .. قشر أم لباب!
والله تعالى يقول:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [الحجرات: 1].
وإن لم يكن هذا التفريق من التقديم، فما التقديم إذن؟ !