وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم)) (?).
وهذا التفريق المزعوم غير معروف في الكتاب والسنة، من حيث العمل وتركه، لا من حيث وجوده وعدمه.
وإنه يُخْشَى على الذين يُصِرُّونَ على هذا التفريق، وَيَدْعُونَ إليه أن يكونوا ممن عناهم الله تعالى بقوله: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة: 85].
فلم يُفَرِّقِ الله الدين من حيث العمل إلى جزء وكل، وفرع وأصل، وبعض الناس -هداهم الله- يُقَسِّمُ الدين إلى: لُبَابٍ وقشور! ! !
وكيف يكون قشرًا أَمْرٌ عَدَّهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شعبة من شعب الإيمان؟ !
وسمعت بعضهم يقول: إن بعض الناس يتمسكون بذيل الإسلام ... وكأن الإسلام دابة، وله ذيل، والعياذ بالله ممن يضرب لدين الله مثل السوء، ولله ولرسوله المثل الأعلى.
ورأى رجلٌ من هؤلاء شابًّا متمسكًا بالواجبات والمندوبات، فقال له: وأنت كذلك ابْتُلِيتَ بهذا ... ! !