لَهُ فِيهَا) أَي انْتفع بِمَا أَخذه مِنْهَا فِي الدُّنْيَا بالتنمية وَالْبركَة وَفِي الْآخِرَة بالثواب (وَرب منخوض) أَي متسارع ومنهمك (فِيمَا) أَي فِي نيل الَّذِي (اشتهت نَفسه) مِنْهَا (لَيْسَ لَهُ يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا النَّار) أَي دُخُولهَا للتطهير لَا للتخليد وَلذَلِك قَالَ لُقْمَان لِابْنِهِ خُذ من الدُّنْيَا بلاغك وَأنْفق فضول كسبك لآخرتك (طب عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ وَرِجَاله ثِقَات
(الدُّنْيَا حلوة خضرَة) أَي رَوْضَة خضراء مستحلاة الطّعْم (من اكْتسب مِنْهَا مَالا من حلّه وأنفقه فِي حَقه) الْوَاجِب وَالْمَنْدُوب (أثابه الله عَلَيْهِ) فِي الْآخِرَة (وَأوردهُ جنته) أَي أدخلهُ إِيَّاهَا (وَمن اكْتسب مِنْهَا مَالا من غير حلّه وأنفقه فِي غير حَقه أحله الله دَار الهوان) النَّار إِن لم يُدْرِكهُ الْعَفو (وَرب متخوض فِي مَال الله وَرَسُوله لَهُ النَّار يَوْم الْقِيَامَة) فالدنيا لَا تذم لذاتها فَإِنَّهَا مزرعة الْآخِرَة (هَب عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(الدُّنْيَا دَار من لَا دَار لَهُ) لما كَانَ الْقَصْد الأول من الدَّار الْإِقَامَة مَعَ عَيْش هنئ أبدى وَالدُّنْيَا بِخِلَافِهِ لم تسْتَحقّ أَن تسمى دَارا فَمن دَاره الدُّنْيَا فَلَا دَار لَهُ (وَمَال من لَا مَال لَهُ) لِأَن الْقَصْد من المَال الْإِنْفَاق فِي الْقرب فَمن أتْلفه فِي لذاته فحقيق أَن يُقَال لَا مَال لَهُ (وَلها يجمع من لَا عقل لَهُ) لِغَفْلَتِه عَمَّا يهمه فِي الْآخِرَة وَيُرَاد مِنْهُ فِي الدُّنْيَا (تَنْبِيه) قَالَ الْغَزالِيّ لَيْسَ الدُّنْيَا عبارَة عَن المَال والجاه فَقَط بل هما حظان من حظوظها وشعبتان من شعبها وَشعب الدُّنْيَا كَثِيرَة وَدُنْيا العَبْد حَالَته قبل الْمَوْت وآخرته حَالَته بعده وَكلما لَهُ فِيهِ حَظّ قبله فَهُوَ من دُنْيَاهُ إِلَّا الْعلم والمعرفة وَالْحريَّة وَمَا يبْقى مَعَه بعد الْمَوْت فَإِنَّهَا أَيْضا لَذَّة عِنْد أهل البصائر لَيست من الدُّنْيَا وَإِن كَانَت فِي الدُّنْيَا فالدنيا ترجع إِلَى أَعْيَان مَوْجُودَة وَإِلَى حَظه مِنْهَا وَإِلَى شغله فِي إصلاحها (حم هَب عَن عَائِشَة هَب عَن ابْن مَسْعُود مَوْقُوفا) // بأسانيد صَحِيحَة //
(الدُّنْيَا) أَي الْحَيَاة الدُّنْيَا (سجن الْمُؤمن) بِالنِّسْبَةِ لما أعد لَهُ فِي الْآخِرَة من النَّعيم الْمُقِيم (وجنة الْكَافِر) بِالنِّسْبَةِ لما أَمَامه من عَذَاب الْجَحِيم قَالَ ابْن الْكَمَال وَفِيه أَن نعم الله الدُّنْيَوِيَّة أوفى فِي حق الْكَافِر كَذَا ادَّعَاهُ وَفِيه نظر لَا يخفى (حم م ت هـ عَن أبي هُرَيْرَة طب ك عَن سلمَان) الْفَارِسِي (الْبَزَّار عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(الدُّنْيَا سجن الْمُؤمن) لِأَنَّهُ مَمْنُوع من شهواتها الْمُحرمَة فَكَأَنَّهُ فِي سجن وَالْكَافِر عَكسه فَكَأَنَّهُ فِي جنَّة (وسنته) بِفَتْح أَوله وَالسّنة بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة الْقَحْط والجدب ذكره الْمُؤلف (فَإِذا فَارق الدُّنْيَا فَارق السجْن وَالسّنة) أَي الجدب والقحط لِأَن مثل الْمُؤمن حِين تخرج روحه كَرجل كَانَ فِي سجن وَعَذَاب وانتقل إِلَى الانفساح وَدَار السرُور والأفراح (حم طب حل ك عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(الدُّنْيَا) كلهَا كَذَا هُوَ عِنْد مخرجه الديلمي فأسقطه الْمُؤلف سَهوا (سَبْعَة أَيَّام من أَيَّام الْآخِرَة) تَمَامه عِنْد مخرجه وَذَلِكَ قَوْله عز وَجل {وَإِن يَوْمًا عِنْد رَبك كافٍ سنة مِمَّا تَعدونَ} {فرعن أنس} // بِإِسْنَاد فِيهِ وَضاع //
(الدُّنْيَا سَبْعَة آلَاف سنة) أَي عمرها ذَلِك بِعَدَد النُّجُوم السيارة (أَنا فِي آخرهَا ألفا) فَإِذا تمت السَّبْعَة فَذَلِك وَقت طي الدُّنْيَا وَهَذَا الحَدِيث لَا مسكة فِيهِ وَأَلْفَاظه مصنوعة ملفقة وَالْحق أَن ذَلِك لَا يعلم حَقِيقَته إِلَّا الله (طب وَالْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل عَن الضَّحَّاك بن زمل) الْجُهَنِيّ بِإِسْنَاد واهٍ بل قَالَ جمع مِنْهُم ابْن الْأَثِير أَلْفَاظه مَوْضُوعَة
(الدُّنْيَا كلهَا مَتَاع) أَي هِيَ مَعَ خستها إِلَى فنَاء وَإِنَّمَا خلق مَا فِيهَا لِأَن يتمتع بِهِ مَعَ حقارته أمد قَلِيلا (وَخير متاعها الْمَرْأَة الصَّالِحَة) فَهِيَ أطيب حَلَال فِي الدُّنْيَا أَي لِأَنَّهُ تَعَالَى زين الدُّنْيَا بسبعة أَشْيَاء وَأَعْظَمهَا زِينَة النِّسَاء قَالَ الْقُرْطُبِيّ فسرت