المصيبة؛ فيعلم أنها من عند الله، فيرضى ويسلم ".

ولو لم يكن من ثمرات الإيمان، إلا أنه يسلي صاحبه عن المصائب والمكاره التي كل أحد عرضة لها في كل وقت، ومصاحبة الإيمان واليقين أعظم مسل عنها، ومهون لها ... وذلك؛ لقوة إيمانه، وقوة توكله؛ ولقوة رجائه بثواب ربه، وطمعه في فضله. فحلاوة الأجر تخفف مرارة الصبر قال تعالى: {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ} [سورة النساء: 104] .

ولهذا تجد اثنين تصيبهم مصيبة واحدة أو متقاربة - وأحدهما عنده إيمان، والآخر فاقد له - تجد الفرق العظيم بين حاليهما، وتأثيرها في ظاهرهما وباطنهما. وهذا الفرق راجع إلى الإيمان والعمل بمقتضاه.

وكما أنه يسلي عند ورود المصائب والمكاره، فإنه يسلي عند فقد المحاب. فإذا فقد المؤمن حبيبه الذي تمكن حبه من قلبه - من أهل وولد،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015