ويتبين مما تقدم فاعلية العوامل الاجتماعية والثقافية وأثرها في نمو الإنسان بصورة لا تقل أهمية عن العوامل الأخرى ذات التأثير الواضح في هذا الجانب؛ ذلك أن الشخصية تتأثر دوماً بما يصلها من معلومات وبما تكتسبه من خبرات وسمات نتيجة لتفاعلها الاجتماعي مع المؤثرات البيئية المتعددة.

ولا يقتصر هذا التفاعل على أقران السن وزملاء الدراسة فحسب، إذ تتأثر الشخصية بكل ما تشاهده وتسمعه من مختلف فئات المجتمع وخاصة وسائطه التربوية والاجتماعية والإعلامية والثقافية والرياضية التي تحمل طابع التأثير في الجانب العقلي والاجتماعي من الشخصية الإنسانية.

ومن المؤمل أن تضاعف الأندية الثقافية والرياضية من الوقت المخصص لهذا القطاع العريض من المجتمع من خلال الإكثار من عقد الندوات وإلقاء المحاضرات التي تتصل بالشباب ومشكلاتهم ورغباتهم فضلاً عن الجوانب ذات الصلة بسلوكياتهم في هذه المرحلة الحساسة من عمر الإنسان.

وعلى ضوء ذلك تتبين ضرورة العناية بكافة المؤثرات الاجتماعية والثقافية التي يتفاعل معها الإنسان في محيط البيئة التي يعيش فيها.

5/ 2 العوامل الثانوية:

تعد العوامل التي سبق عرضها العوامل الأساسية المؤثرة في النمو وفيمايلي العوامل الأخرى التي تأتي في مرتبتها تالية للعوامل الأساسية والتي نطلق عليها تجاوزاً لعوامل الثانوية، ولا نقصد بالثانوية أنها قليلة الأهمية بل هي ذات أهمية بالغة في النمو الإنساني.

5/ 2/ 1 العمر الزمني للوالدين:

يشير بوجات P. رضي الله عنهaujat وهو أحد المهتمين بالنمو النفسي إلى تأثر حياة الإنسان بالعمر الزمني لوالديه من حيث طول فترة العمر حيث يقول: "إن الأطفال الذين يولدون من زوجين في ريعان الشباب يعيشون أطول من الذين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015