ومما هو جدير بالتنبيه في هذا المقام تأثير الزملاء والأصدقاء على الإنسان بحسب تربية كل منهم وسلوكياته، إذ يعدون من أهم العوامل المؤثرة في نشأة الإنسان مما يستلزم الانتباه حين اختيار الزملاء والأصدقاء وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك بقوله: "إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير, فحامل المسك إما أن يحذيك, وإما أن تبتاع منه, وإما أن تجد ريحاً طيبة, ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك, وإما أن تجد ريحاً خبيثة" 1 رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه.
وحيث إن عادات المجتمع وتقاليده تعد من المؤثرات الثقافية ذات الفعالية الملحوظة في نمو الإنسان، فإن هذه العادات يمكن عدها مظهراً من المظاهر الإِيجابية في المجتمع مثل ظاهرة التعاون والتواصل بين الأفراد التي تعد استجابة لقول الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} 2 وامتثالاً لتأكيد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي الشريف: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا - ثم شبك بين أصابعه - " رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه 3.
كما تؤثر بعض العادات والتقاليد الاجتماعية سلباً على خاصية النمو الإنساني لاسيما عادات وتقاليد الزواج في بعض المدن والقرى، حيث تتطلب من الفرد أن يكون قادراً ومتمكناً من الناحية المادية كيما يتنسى له القيام بأعباء وتكاليف ومتطلباتها، ويؤثر هذا الأمر على تحقيق رغبة الزواج المبكر، والذي ينطوي أصلاً على العديد من الإيجابيات المثمرة في حياة الشباب وأسرهم والمجتمع الذي يعيشون فيه.