أي أن ذلك نتاج لتأثير عامل التقليد والمحاكاة وهما عاملان أساسيان من عوامل التطبيع الاجتماعي التي تتميز بها تلك المرحلة.
ويعد استقرار الحياة الأسرية من العوامل التي تضفي طابع الهدوء والطمأنينة على الإنسان خاصة في المراحل المبكرة من حياته والتي يحتاج فيها إلى مزيد من الحنان والمودة.
فالأسر التي تتعرض لهزات اجتماعية مثل وفاة الأب أو الأم أو حدوث الطلاق بينهما أو انغماس الأب في ملذاته وإرضاء نزواته وابتذال الأم هي أسر غير مستقرة وغير متفائلة الأمر الذي يلقي بضلال هذا الطابع التشاؤمي على الابن وهو طابع يؤثر حتماً على طموحاته ونظرته المستقبلية فضلاً عن ضبط التوازن الانفعالي لديه وتأثير ذلك كله على السلوك الاجتماعي في جوانبه المتعددة. وهذا يقودنا إلى التأكيد على إحساس الوالدين بمسؤولياتهما تجاه الخالق تبارك وتعالى وتجاه أنفسهما وأبنائهما وأن عليهما الشعور بالرضاء لقدر الله في كل شيء وأنهما يمثلان قدوة لأبنائهما (فكل قرين بالمقارن يقتدي) ويقول الشاعر:
وينشأ ناشئ الأجيال منا على ما كان عوّده أبوه
وتتكون البيئة الاجتماعية والثقافية إلى جانب المسجد الذي يتميز برسالته الدينية والتربوية والاجتماعية، من المؤسسات التعليمية والأندية الثقافية والرياضية التي تتحمل مسئوليات عديدة، تسهم من خلالها في صقل شخصية الإنسان وتنميتها.
ويتأثر نمو الإنسان من خلال ما يكتسبه من سمات سلوكية نتاج ما يعرف بالتفاعل الاجتماعي مع أفراد أسرته ورفاقه، وكذلك بما يتلقاه من مؤثرات إعلامية وثقافية تعمل بصورة واضحة على تنمية شخصيته ورقيها 1.