وهنا يقول: فلو كان عندهن شيء من التقوى لما فعلن ذلك، يعني هذا التبرج، ولا شك أن العادات وما جرى عليه الناس في بيوتهم وأعرافهم قد يدرجون على أشياء يتساهلون فيها ويرونها كلا شيء ويهتمون بأمور، وهذا يختلف من بلد إلى بلد، تجد هذا البلد عندهم محافظة على جهة، مثلاً على الستر، بينما هم مفرطون في أمور كثيرة، يعني هذه متسترة وتسألها عن أقصر السور يمكن ما تقرأ عليك قراءة صحيحة، والأخرى تجدها تقرأ قراءة متقنة من طوال السور، ومع ذلك تجد عليها ملاحظات، والبلدان يختلفون في محافظتهم على بعض الشعائر دون بعض، واهتمامهم ببعضها دون بعض، فتجد في بعض الآفاق من عظائم الأمور مسألة الغيبة مثلاً، وعندهم أمور يتساهلون فيها، وفي بعض البلدان تجد يهتمون بأمورٍ هي أقل بكثير من الغيبة وتجد في مجالسهم الغيبة وهم أخيار منتشرة، فلا شك أن هذا له أثر –يعني البيئة لها أثر- ومع ذلك الدين واحد نزل من الرب -جل وعلا- على جميع المكلفين، فالذي يحرم على هذه يحرم على هذه، والذي يطلب من هذه يطلب من هذه، لكن قد يكون البيئة التي أثرت عليها وغطت على عقلها بحيث جهلت الحكم الشرعي في هذه المسألة أو رأت الناس يعملون هذا ويستمرونه ولا ينكرونه بينهم فظنته جائزاً، وإلا منظر حقيقةً مؤثر جداً يعني كيف التبرج هذا الموجود ومعه أيضاً العطر والروائح ومدري إيش؟ وتحفظ -نسيت الآن هل هي الأعراف أو التوبة؟ - وأختها ممسكة بالمصحف لتفتح عليها، يعني العقل السوي ما يستطيع يجمع مثل هذه الأمور، والمؤلف -رحمه الله- في بلاد الأندلس بلاد ترف معروف لا سيما في عصره وبعد أن جاء إلى مصر في القرن السابع يقول: "حيث تبدي زينتها ولا تبالي بمن ينظر إليها، بل ذلك مقصودهن، وذلك مشاهد في الوجود منهن، فلو كان عندهن شيء من التقوى لما فعلن ذلك، ولم يعلم أحد ما هنالك .. " الخ.

ومما يقوي هذا التأويل ما ذكر من وصفهن في بقية الحديث في قوله: ((رؤوسهن كأسنمة البخت)) والبخت ضرب من الإبل عظام الأجسام، عظام الأسنمة، شبّه رؤوسهن بها لما لرفعن من ضفائر شعورهن على أوساط رؤوسهن.

يعني هذا موجود، يعني التسريحات الموجودة الآن موجودة عندهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015