وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون عليّ وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي، ومنها ما دون ذلك، ومرَّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره، قالوا: ماذا أولت ذلك يا رسول الله؟ قال: الدين)) فتأويله -صلى الله عليه وسلم- القميص بالدين مأخوذ من قوله تعالى: {وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ} [(26) سورة الأعراف].

هو في البخاري الحديث؟

طالب: نعم، قال: صحيح أخرجه البخاري ومسلم.

الحديث في البخاري، لكن عناية المغاربة وأهل الأندلس بمسلم أكثر من عنايتهم بالبخاري، ولذلك يعزون لصحيح مسلم والحديث في البخاري، هذا كثير عندهم.

والعرب تكني عن الفضل والعفاف بالثياب، كما قال شاعرهم:

ثياب بني عوفٍ طهارى نقيةٌ.

وقد قال -صلى الله عليه وسلم- لعثمان: ((إن الله سيلبسك قميصاً، فإن أرادوك أن تخلعه فلا تخلعه)) فعبر عن الخلافة بالقميص، وهي استعارة حسنة معروفة.

مخرج؟

طالب: قال: أخرجه الحاكم من حديث عائشة وصححه، وتعقّبه الذهبي فقال: أنّى له الصحة، وفيه فرج بن فضالة مداره عليه. انتهى كلامه، وله شواهد منها: حديث عائشة أخرجه ابن ماجة، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة، وصححه أيضاً في تخريجه لابن أبي عاصم، وعزاه لأحمد والترمذي وابن حبان وغيره.

قلت: هذا التأويل أصحّ التأويلين وهو اللائق بهن في هذه الأزمان وخاصةً الشباب، فإنهن يتزين ويخرجن متبرجات فهن كاسيات بالثياب عاريات من التقوى حقيقة، ظاهراً وباطناً حيث تبدي زينتها ولا تبالي بمن ينظر إليها، بل ذلك مقصودهن، وذلك مشاهد في الوجود منهن، فلو كان عندهن شيء من التقوى لما فعلن ذلك، ولم يعلم أحد ما هنالك.

من الغرائب اجتماع المتناقضات، يعني في المطاف وهذه ما هي بضرب من الخيال أو بالنقل يعني شيء ثابت مؤكد، وجد امرأتان في غاية التبرج وهما تطوفان وإحداهما ممسكة بالمصحف والقراءة أظن في سورة الأعراف أو التوبة، والثانية تقرأ من حفظها في المطاف، والأخرى ممسكة تفتح عليها إذا أخطأت، وهما في غاية التبرج.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015