فالسنا (مقصور) ضوء البرق، والسنا أيضاً نبت يتداوى به، والسناء من الرفعة ممدود، وكذلك قرأ طلحة بن مصرف (سناء) بالمد على المبالغة في شدة الضوء والصفاء، فأطلق عليه اسم الشرف، قال المبرد: (السنا) مقصور هو اللمع، فإذا كان في الشرف والحسب فهو ممدود، وأصلهما واحد وهو الإلماع، وقرأ طلحة بن مصرف (سناء برقه) وقال أحمد بن يحيى: وهو جمع برقة، قال النحاس: البرقة المقدار من البرق، والبرقة: المرة الواحدة، وقرأ الجحدري وابن القعقاع: {يُذهِب بالأبصار} بضم الياء وكسر الهاء، من الإذهاب وتكون الباء في {بالأبصار} صلة زائدة ..
لأن الفعل يتعدى بدونها إذا دخلت عليه الهمزة، يُذهب أصلها: أذهب يُذهب؛ فإذا دخلت الهمزة على الفعل اللازم تعدى بنفسه، أما: ذهب الثلاثي هذا لازم.
والباقون {يذهب بالأبصار} بفتح الياء والخاء، والباء للإلصاق، والبرق دليل على تكاثف السحاب، وبشير بقوة المطر، ومحذر من نزول الصواعق, {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} [(44) سورة النور] قيل: تقليبهما أن يأتي بأحدهما بعد الآخر، وقيل: تقليبهما نقصهما وزيادتهما، وقيل: هو تغيير النهار بظلمة السحاب مرة وبضوء الشمس أخرى، وكذا الليل مرةً بظلمة السحاب ومرةً بضوء القمر، قاله النقاش، وقيل: تقليبهما باختلاف ما يقدر فيهما من خير وشر، ونفعٍ وضر، {إِنَّ فِي ذَلِكَ} أي في الذي ذكرناه من تقلب الليل والنهار، وأحوال المطر، والصيف والشتاء ..