ويجد من يصدق مثل هذا، تجد الآن الشمس يقولون: أكبر من الأرض بستة وأربعين مليار مرة، ويتناقلها الإخوان وطلاب العلم في دروسهم ومحاضراتهم مثل المصدقين، طيب لو زاد مليار زائد أو ناقص من الذي يصدق ومن الذي يكذب؟ هذه عظمة الرب -جل وعلا- ثبتت في ما جاء عنده فيما لا يعلم إلا من قبله، أما ما يقال لنا من قبل أي شخص مسلم أو كافر ملحد أو زنديق نأخذه بالتسليم هذا ليس بصحيح، وتفسير الجواهر مشحون من هذه الأرقام، وهذه الأصفار، كلها مأخوذة من كلام الأعداء، ليقرروا في يوم من الأيام أن الأرض أكبر من كذا أو أصغر من كذا، ثم يخلونا تبعاً لهم، يتحدثون في مسلماتنا ثم نصدقهم بعد ذلك؛ لأننا صدقناهم في غيرها، ثم كذبوا أنفسهم فتبعناهم، فما صار لنا رأي ولا استقلال ولا نظر، وإنما إمعات، إذا قالوا قلنا، وإذا نفوا نفينا.
{فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء} فيكون إصابته نقمة، وصرفه نعمة، وقد مضى في (البقرة) و (الرعد) أن من قال حين يسمع الرعد: سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ثلاثاً، عوفي مما يكون في ذلك الرعد {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ} أي ضوء ذلك البرق الذي في السحاب ..
أحال على المرفوع والظاهر أنه ضعيف! إنما هو عن الزبير. لأنه تقدم! تقدم في الرعد.
مضى في البقرة.
طالب: مكتوب حديث ملفق من حديثين.
الشيخ: إيه، أما قول: سبحان من يسبح الرعد بحمده من قول الزبير ما هو مرفوع، وعوفي؟ بس كذا؟
طالب: قال: فقد أخرج الطبري من حديث أبي هريرة أنه -صلى الله عليه وسلم- كان إذا سمع صوت الرعد قال: ((سبحان الذي يسبح الرعد بحمده)) وقيل: فيه راوٍ لم يسم.
الشيخ: معروف، مرفوع ضعيف، والثاني؟
الشيخ: مو قال: ملفق من حديثين؟
طالب: الحديث الثاني من حديث سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس يقول هذا مجهول.
{يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ} أي ضوء ذلك البرق الذي في السحاب {يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ} من شدة بريقه وضوئه، قال الشماخ:
وما كادت إذا رفعت سناها ... ليبصر ضوءها إلا البصير
وقال امرؤ القيس:
يضيء سناه أو مصابيح راهب ... أهان السليط في الذبال المفتل