طالب: الحديث يقول: فإن الملائكة تتأذى ... ؟
الشيخ: الملائكة في كل مكان ((إن الملائكة تتأذى مما يتأذى به بنو آدم)) فإذا وجد من يتأذى من بني آدم تأذت الملائكة، وإلا فلا.
وكذلك يجتنب مجتمع الناس حيث كان لصلاة أو غيرها كمجالس العلم، والولائم وما أشبهها من أكل الثوم وما في معناه مما له رائحة كريهة تؤذي الناس، ولذلك جمع بين البصل والثوم والكراث، وأخبر أن ذلك مما يتأذى به، قال أبو عمر بن عبد البر: وقد شاهدت شيخنا أبا عمر أحمد بن عبد الملك بن هشام -رحمه الله- أفتى في رجل شكاه جيرانه، واتفقوا عليه أنه يؤذيهم في المسجد بلسانه ويده، فشور فيه فأفتى بإخراجه من المسجد وإبعاده عنه ..
وليس هذا ترخيص له في ترك المسجد وترك الجماعة، إنما هو تعزير، بعض الناس قد يفرح بمثل هذا، أكل شيء أجعلهم يطردوني من المسجد، وفرصة أني ما أقصد المسجد فيؤذي الناس لكي يقال له: لا تقرب المسجد، أو يأكل من ذوات الروائح ليقال له: لا تقرب المسجد، هذه كانت تعد لما كانت الفطر سليمة هذا تعزير، لو أن إنساناً في وليمة فأقيم وطرد من المجلس، ماذا يكون وضعه؟ يتأذى بذلك أذىً كبيراً، ولا يمكن أن يحتمل، يمكن أن يترك البلد، يهاجر من هذا البلد، فكيف بمسجد –بيت الله– في ضيافة الله -جل وعلا-؟ لكن لهوان العبادات على الناس وأماكن العبادات صاروا يفرحون بمثل هذا.
واطلعت في كتابات بعض القضاة ممن تقدم أن في معاملة لنقل شخص من مسجد إلى مسجد، يعني طرد من هذا المسجد إلى مسجدٍ آخر، وأخذ عليه التعهد أنه لا يصلي في هذا المسجد؛ لأن فيه من يتأذى به، أن ينقل إمام أو ينقل مؤذن مقبولة؛ لأنهم يتبعون مصالحهم، لكن ينقل مأموم؟! هذه لا تكاد توجد.