فأفتى بإخراجه من المسجد وإبعاده عنه، وألا يشاهد معهم الصلاة إذ لا سبيل مع جنونه واستطالته إلى السلامة منه، فذاكرته يوماً أمره، وطالبته بالدليل فيما أفتى به من ذلك، وراجعته فيه القول، فاستدل بحديث الثوم، وقال: هو عندي أكثر أذىً من أكل الثوم وصاحبه يمنع من شهود الجماعة في المسجد، قلت: وفي الآثار المرسلة: ((أن الرجل ليكذب الكذبة فيتباعد الملك من نتن ريحه)) فعلى هذا يخرج من عرف منه الكذب والتقول بالباطل، فإن ذلك يؤذي ..
مخرجة الآثار؟
طالب: (يأتي يوم القيامة)؟ أو (أن الرجل ليكذب الكذبة)؟
الشيخ: ((إن الرجل ليكذب الكذبة)).
طالب: قال: أخرجه الطبراني في الصغير، والديلمي من حديث ابن عمر، وفيه عبد الرحيم بن هارون متروك كما في الميزان، والحديث أخرجه الترمذي، وقال فيه: هذا حديث حسن جيد غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه تفرد به عبد الرحيم بن هارون وفي الضعيفة، قال: عنه منكر، قال في ضعيف الترغيب: ضعيف جداً، وعبد الرحيم كذبه الدارقطني، وقال الحافظ في التقريب: ضعيف، وكذبه الدارقطني.
الشيخ: واضح واضح ضعفه.
الخامسة: أكثر العلماء على أن المساجد كلها سواء؛ لحديث ابن عمر، وقال بعضهم: إنما خرج النهي على مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أجل جبريل -عليه السلام- ونزوله فيه، ولقوله في حديث جابر: ((فلا يقربن مسجدنا)) والأول أصح؛ لأنه ذكر الصفة في الحكم وهي المسجدية، وذكر الصفة في الحكم تعليل، وقد روى الثعلبي بإسناده عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((يأتي الله يوم القيامة بمساجد الدنيا كأنها نجائب بيض، قوائمها من العنبر، وأعناقها من الزعفران ورؤوسها من المسك، وأزمِّتها من الزبرجد الأخضر، وقوامها المؤذنون فيها يقودونها، وأئمتها يسوقونها، وعمارها متعلقون بها، فتجوز عرصات القيامة كالبرق الخاطف، فيقول أهل الموقف: هؤلاء ملائكة مقربون وأنبياء مرسلون، فينادى: ما هؤلاء بملائكة ولا أنبياء، ولكنهم أهل المساجد والمحافظون على الصلوات من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-))
طالب: قال عزاه المصنف للثعلبي ولم أقف عليه، وأمارة الوضع لائحة عليه، والثعلبي يرى الموضوعات.