يعمرونها بالصلاة، يعني يشيدونها ولا يعمرونها بالصلاة، يعني تحصل العمارة الحسية دون العمارة المعنوية {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ} [(18) سورة التوبة] يعني بالصلاة، وإما عمارته الحسية فيعمرها كل أحد.
وقال ابن عباس: لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى ..
وهكذا وقع، في مسجد في تركيا يقول واحد من الإخوان: دخل هذا المسجد فإذا به متحف، يقول: دخل المسجد فإذا به غاية في الزخرفة والتشييد، فإذا به يجد شيخ على كرسي على هيأة حسنة وحوله طلاب، فقال: أجلس لأستفيد، فلما جلست فإذا الشيخ لا يشرح، والطلاب لا يستمعون كلامه، إنما يصورون مشهد، ولا وجدوا مكان يصور به هذا المشهد أشد جمال من هذا المسجد، والله المستعان.
يعني كون المساجد تعمر على أيدي أناس من العامة، ويحصل شيء من المخالفات هذا أمر عادي وطبيعي لكن كون المساجد يتولاها من طلاب العلم ثم بعد ذلك يزخرفونها ويعرفون ما جاء في هذا الباب هذه مشكلة، ولا يعني أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر أن هذا يقع من باب التقدير الكوني أنه لا بد أن يقع، وأن المسلم عليه أن يساهم في إيقاعه؟ أبداً، المسلم يتجه إليه الأوامر الشرعية، وأما ما أخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه يقع كوناً فهذا لا بد من وقوعه، لكن لا يكون على يديك.
طالب: الذين يأخذون أموال الوقف ويسرفون في الزخرفة؟
لا يجوز، لا يجوز استخدام أكثر من الحاجة، لا يجوز هذا إسراف، وداخل في المنهي عنه.
طالب: ما يختلف الحكم باختلاف المكان خاصة في الدول الغير إسلامية؟
مذهب الحنفية عندهم إذا زخرفت البيوت فبيوت الله أولى، لكن لا كلام لأحد، المسألة شرعية ولو كان في الخارج.
طالب: طيب إذا كان هناك مصلحة أعظم وهي قضية تعظيم هذا الدين؟
تعظيم الدين بالإتباع، وقد يقر في قلوبهم من التعظيم بسبب الاتباع أعظم بكثير من المظاهر، الناس ملوا المظاهر، ترى ما تدل على شيء، إذا لم يكن هناك مخبر فالمظهر لا قيمة له.