وروى الترمذي الحكيم أبو عبد الله في نوادر الأصول من حديث أبي الدرداء قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا زخرفتم مساجدكم وحليتم مصاحفكم فالدبار عليكم)) احتج من أباح ذلك بأن فيه تعظيم المساجد، والله تعالى أمر بتعظيمها في قوله: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ} يعني تعظم.
وروي عن عثمان أنه بنى مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- بالساج وحسنه، قال أبو حنيفة: لا بأس بنقش المساجد بماء الذهب، وروي عن عمر بن عبد العزيز أنه نقش مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- وبالغ في عمارته وتزيينه، وذلك في زمن ولايته قبل خلافته ولم ينكر عليه أحد ذلك، وذكر أن الوليد بن عبد الملك أنفق في عمارة مسجد دمشق وفي تزيينه مثل خراج الشام ثلاث مرات، وروي أن سليمان بن داود -عليهما الصلاة السلام- بنى مسجد بيت المقدس، وبالغ في تزيينه ..
يعني هكذا جرت عادة الملوك والأمراء أنهم يستملئون مثل هذه الأمور، لأن عيشهم قريب من هذا، بيوتهم مزخرفة، فيريدون ألا ينظروا إلى الأماكن التي دونها.
طالب: بعض المساجد الآن لا تزخرف لكن توضع كل الزخرفة في السجاد؟
كذلك، الحكم واحد.
طالب: والسجاد إشكاليته أكثر في قضية الخشوع في الصلاة.
المسألة واحدة، الزخرفة سواء كانت فوق أو تحت وإلا يمين وإلا شمال داخلة، الآن لو لاحظت أن أكثر السجاد يقصد فيها الحمرة مع الصفرة، هذا اللون كثير في المساجد، تلقى اللون أحمر والخط أصفر، وعمر قال: لما قال: لا تصفروا ولا تحمروا، فالمسألة مسألة المشي على ما أراده الله -جل وعلا- وقضاؤه لا بد منه، لا بد أن يقع، كما جاء في الحديث: ((لتتبعن سنن من كان قبلكم، حتى لو دخلوا جحر ضبٍ لدخلتموه)) والله المستعان، وحصل ما أخبر عنه النبي -عليه الصلاة والسلام-.
طالب: يحمل النهي على الكراهة يا شيخ؟
الشيخ: أي نهي؟
طالب: نهي الزخرفة؟
الشيخ: لا لا، تحريم، تحريم.
طالب: وعدم الإنكار يا شيخ؟
الشيخ: عدم الإنكار تقصير.