قوله تعالى: {لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ} اختلف العلماء في قوله تعالى: {لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ} فقال ابن عباس وعكرمة وقتادة وغيرهم: الشرقية التي تصيبها الشمس إذا شرقت، ولا تصيبها إذا غربت؛ لأن لها ستراً والغربية عكسها، أي أنها شجرة في صحراء ومنكشف من الأرض، لا يواريها عن الشمس شيء، وهو أجود لزيتها ..
يعني تصيبها الشمس من الشرق والغرب، ومن جميع الجهات، أما إذا كانت بحذاء الجدار الغربي فإنها شرقية تصيبها الشمس من جهة الشرق فقط، وإذا كانت بحذاء الجدار الشرقي صارت غربية، تصيبها الشمس إذا غربت، وهكذا، وأما هذه التي أشير إليها فإنها تصيبها الشمس في طلوعها ومغربها.
طالب: يا شيخ الجدار الشرقي؟
إي جدار شرقي؟ الآن لو جبنا زيتون وفرضنا أن هذا مكشوف، تضربه الشمس، وزرعناها هنا، تضربها الشمس إذا طلعت؟
طالب: لا.
إذاً هي غربية وليست شرقية؛ لأنها تضربها الشمس إذا غربت، وقل مثل هذا لو زرعناها هناك عندك الجدار الثاني، أي جدارٍ كان.
فليست خالصةً للشرق فتسمى شرقية، ولا للغرب فتسمى غربية، بل هي شرقية غربية، وقال الطبري عن ابن عباس: إنها شجرة في دوحة قد أحاطت بها فهي غير منكشفة من جهة الشرق ولا من جهة الغرب، قال ابن عطية: وهذا قول لا يصح عن ابن عباس؛ لأن الثمرة التي بهذه الصفة يفسد جناها، وذلك مشاهد في الوجود، وقال الحسن: ليست هذه الشجرة من شجر الدنيا، إنما هو مثل ضربه الله تعالى لنوره، ولو كانت في الدنيا لكانت إما شرقية وأما غربية، قال الثعلبي: وقد أفصح القرآن بأنها من شجر الدنيا؛ لأنها بدل من الشجرة، فقال: {زَيْتُونِةٍ} وقال ابن زيد: إنها من شجر الشام، فإن شجر الشام لا شرقي ولا غربي، وشجر الشام هو أفضل الشجر، وهي الأرض المباركة، وشرقية نعت لـ {زَيْتُونِةٍ} و {لا} ليست تحول بين النعت والمنعوت، و {وَلَا غَرْبِيَّةٍ} عطف عليه ..