طالب: قال لم أجده بهذا اللفظ وتقدم في الزيتون والزيت أحاديث كثيرة في. . . . . . . . . سورة النور.
قوله: في تفسير قول الله -جل وعلا-: {مَثَلُ نُورِهِ} مثل نوره: النور نور الرب -جل وعلا-، ولكن هل المقصود به في مثل هذه الإضافة المنفصل عنه أو المتصل به؟ لأن ابن القيم أيضاً يفسر مثل هذا التفسير، مثل تفسير القرطبي، يقول: مثل نوره في قلب عبده المؤمن، يعني نور الله الذي يقذفه في قلب عبده المؤمن ويكون هذا بالدلائل من الكتاب والسنة، وبالإتباع والإخلاص يكون النور في قلب العبد، وهذا يرجحه التشبيه بالمشكاة، فالمشكاة وعاء فيها هذا النور، والقلب وعاء فيه هذا النور الذي يقذفه الله -جل وعلا-، فالتأويل على هذا مستقيم، وخص الزيتون لا شك أنه مبارك، يوقد من شجرةٍ مباركة.
وقد رأى كما ذكر الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في تاريخه رجل مريض رأى رجلاً في المنام يقول له: شفاؤك في لا ولا، فذهب إلى عابر فقال: الزيتون {لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ} شفاؤك في لا ولا، فوصف له الزيتون؛ لأن الله -جل وعلا- يقول: {لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ} يعني هل هذا التأويل الذي ذكره المؤلف وابن القيم كذلك يكون معارض لما تقدم مما يليق بالله -جل وعلا-؟ يعني الذي يضاف إلى الله -جل وعلا- نوره مثلاً، بيته، دابة الله، الدابة، البيت، فإذا كان معنىً من المعاني له حكم، وإن كان جسماً من الأجسام له حكم، والنور يحتمل أن يكون معنى وأن يكون جسماً، فمثل نوره مثل مثل بيته، النور المنفصل مثل بيت المخلوق المبدَع المنشئ، هذا النور الذي يقذفه الله -جل وعلا- في قلب عبده المؤمن لأنه اقترن بالتشبيه الذي فيه: {مَثَلُ نُورِهِ} والله -جل وعلا- قال عن نفسه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [(11) سورة الشورى] وما يقال في ذاته يقال في صفاته، ليس كمثله شيء في ذاته ولا في صفاته، وما دام ثبت هذا التمثيل لا بد أن يكون غير المتصف به -جل وعلا-؛ لأن الله -جل وعلا- ليس كمثله شيء.