هذا عندهم، عندهم لما تصوروا فيما ورد عن الله في كتابه ولسان النبي -عليه الصلاة والسلام- تصوروا أنه لا بد أن يكون مثلما يعرف عن المخلوق، فهذا محال، إذا قلنا أنه نور مثل نور المخلوق، مثل نور الشمس، ومثل نور القمر، ومثل نور الكهرباء، هذا محال؛ لأن الله -جل وعلا- ليس كمثله شيء، فهم ما تصوروا في النور غير هذا، وقل مثل هذا في السمع، قالوا: سمعه مثل سمع البشر، إذا أثبتنا له سمع صار مثل سمع المخلوق، فلا بد أن ننفيه، والله -جل وعلا- ليس كمثله شيء، فالدخل عليهم دخل عليهم من هذه الناحية، فهم شبهوا أولاً، تصوروا المشابهة، ثم انتقلوا منها إلى التعطيل الذي هو على حد زعمهم التنزيه.
طالب: الآن المؤلف ينتقد كلام هشام الجوالقي الذي يقول: هو نور لا كالأنوار وجسم لا كالأجسام، يقول: وهذا كله محال على الله أليست هذه. . . . . . . . .؟
لا؛ لأنه يرى أن هذا تناقض، ما دام أثبت أنه نور، لا بد أن يكون كالأنوار –عندهم-، أثبت أنه كالأنوار.
طالب: هذا كلام من؟
وأين؟
طالب: "هذا كله مخالف ... " تابع لكلام من؟
هذا كلام القرطبي، هشام الجوالقي ومجموعة مجسمة معروف أنهم مشبهة، لكن كلامه هنا حق، نور ليس كالأنوار، سمع لا كالأسماع، بصر لا كالأبصار، لا يشبه المخلوقين.
طالب: لا كالأنوار -يا شيخ- لا يوجد فيه نفي هنا.
هو نور، أثبت كما أثبت الله لنفسه، لا كالأنوار نفى المشابهة، ما في إشكال ((نور أنى أراه)) والله -جل وعلا- كما جاء في الحديث الصحيح ((حجابه النور)) وفي رواية: ((النار)).
طالب: هل يفهم من كلام القرطبي النفي؟
نعم ينفي قطعاً، هذه جادة عندهم، هو أشعري.
طالب: يفهم من قوله لله تعالى نور من جهة المدح أنه. . . . . . . . .
نور معنوي فقط، لأنه منور الكون.