فإذا أثبتوا له سمع، قالوا ما نعرف سمع إلا سمع المخلوق الذي يطرقه الكلام بواسطة الأذن، ثم بعد ذلك تنقله الأذن إلى كذا، ما نتصور إلى هذا، وكذلك السمع والبصر، ما نتصور إلا هذا والله -جل وعلا- منزه عن مشابهة المخلوقين، وما علموا أن للخالق ما يخصه من هذه الأمور، من هذه المثبتات، في كتاب الله -جل وعلا- وعلى لسانه نبيه -عليه الصلاة والسلام- وللمخلوق ما يخصه، إذا كان المخلوق يتفاوت، تتفاوت هذه الصفات فيه وهو مخلوق يشبه غيره، زيد وعمرو، زيد له وجه وعمرو له وجه، هل نقول: أن وجه زيد مثل وجه عمرو؟ وهذا مخلوق وهذا مخلوق، كل له ما يخصه، هل سمع زيد مثل سمع عمرو؟ لا، هذا له ما يخصه، وهذا له ما يخصه، فضلاً عن أن ننتقل إلى المخلوقات الأخرى، فالإنسان له وجه والحمار له وجه، والكلب له وجه، والقرد له وجه، والنملة لها وجه، وهي مخلوقات، تشترك، قاسمها المشترك أنها كلها مخلوقة ومرئية ومتصورة، ومع ذلك هذا التفاوت الكبير بين هذه المخلوقات، فكيف بالتفاوت بين الخالق والمخلوق؟.
طالب: هم أثبتوا أن الله تعالى نور لا كالأنوار، ما يكون بناءً على فهم لقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [(11) سورة الشورى]؟.
هذا الإثبات صحيح، نور لا كالأنوار صحيح، سمع لا كالأسماع، بصر لا كالأبصار، يعني لله -جل وعلا- ما يليق به.
طالب: يعني ليس هناك محذور في هذا؟
ما في إشكال، مسألة الجسم هذا الذي فيه كلام.
طالب: لأنه قال يا شيخ: "وهذا كله محال على الله تعالى عقلاً ونقلاً".