فلم يشعروا إلا والخيل دوائس، وقتل صخر دريداً وأصابوا في مرة، فقال: الكامل
ولقد قتلتكم ثناء وموحداً ... وتركت مرّة مثل أمس المدبر
ولقد دفعت إلى دريدٍ طعنةً ... نجلاء تزغل مثل غطّ المنخر
قوله: تزغل أي تفيض بسجال الدم. قال ابن أحمر يعني القطاة إذا مجت الماء في حوصلة فرخها: السريع
فأزغلت في جيده زغلةً ... لم تخطيء الجيد ولم تشفتر
والإيزاغ مثل الإزغال.
وأما هاشم بن حرملة فإنه خرج غازياً، فلما كان في بلاد جشم بن بكر ابن هوازن، نزل فأخذ صفنته ويقال صفنه وخلا لحاجته بين الشجر ورأى غفلته قيس ابن الأسوار الجشمي فتبعه وقال: هذا قاتل معاوية، لا وألت إن وأل. فلما قعد لحاجته تستر له بين الشجر حتى إذا كان خلفه أرسل عليه معبلةً ففلق قحقحه، وهو العصعص الذي عليه عجب الذنب، فقالت الخنساء: الوافر
فدىً للفارس الجشميّ نفسي ... وأفديه بمن لي من حميم
فداك الحيّ حيّ بني سليمٍ ... بظاعنهم وبالأنس المقيم
كما من هاشمٍ أقررت عيني ... وكانت لا تنام ولا تنيم