قال: فما فعلت فرسه السماء؟ قال: ها هي تيك، ردوها عليه، فردوها. فلما أتى صخر قومه قالوا: اهجهم. قال: ما بيننا أجل من القذع، لو لم أكفف عن هجائهم إلا رغبةً بنفسي عن الخنا لكففت. وقال: الطويل

وعاذلةٍ هبّت بليلٍ تلومني ... ألا لا تلوميني كفى اللّوم ما بيا

تقول: ألا تهجو فوارس هاشمٍ ... ومالي إذ أهجوهم ثمّ ماليا

أبى الشتم أنّي قد أصابوا كريمتي ... وأن ليس إهداء الخنا من شماليا

إذا ذكر الإخوان رقرقت عبرةً ... وحيّيت رمساً عند ليّة ثاويا

إذا ما امرؤٌ أهدى لميتٍ تحيّةً ... فحيّاك ربّ النّاس عنّي معاويا

وهوّن وجدي أنّني لم أقل له ... كذبت، ولم أبخل عليه بماليا

ثم زاد عليها بيتاً بعدما أوقع بهم فقال:

وذي إخوةٍ قطّعت أرحام بينهم ... كما تركوني واحداً لا أخا ليا

ثم غزاهم في العام المقبل فلما دنا وعلا السماء قال: إني أخاف إذا طلعت أن يعرفوا طلعة السماء، فحمم غرتها، فلما أشرف على أداني القوم قالت امرأة لابنها: هذه، والله، السماء. فنظر إليها فقال: السماء غراء، وهذه بهيم،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015