هريت الشّدق رئبالٍ إذا ما ... غدا لم تنه غدوته بزجر
تدين الخادرات له إذا ما ... سمعن زئيره في كلّ فجر
غياثٌ إن تأوّبه غريبٌ ... لعسرٍ في الحوادث أو ليسر
إذا ما الوفد حلّ إلى ذراه ... تلقّاهم بوجهٍ غير بسر
تفرّج بالنّدى الأبواب عنه ... ولا يكتنّ دونهم بستر
دهتني الحادثات به فأضحت ... عليّ همومه تغدو وتسري
وقالت أيضاً: البسيط
يا عين مالك لا تذرين تسكابا ... إذ راب دهرٌ وكان الدّهر ريّابا
فابكي أخاك لأيتامٍ وأرملةٍ ... وابكي أخاك إذا جاورت أجنابا
وابكي أخاك لخيلٍ كالقطا قطفٍ ... فقدن لمّا ثوى سبياً وإنهابا
يعدو به سابحٌ نهدٌ مراكله ... مجلببٌ من سواد اللّيل جلبابا
حتّى يصبّح قوماً في ديارهم ... فيسلبوا دون صفّ الموت أسلابا
هو الفتى الكامل الحامي حقيقته ... مأوى الغريب إذا ما جاء منتابا
يهدي الرّعيل إذا جار السّبيل بهم ... نهد التّليل لزرق السّمر ركّابا
المجد خلّته والجود علّته ... والصّدق حوزته إن قرنه هابا
ركّاب مفظعةٍ، حمّال مضلعةٍ ... إن خاف معضلةً سنّى لها بابا
شهّاد أنديةٍ، هبّاط أوديةٍ ... حمّال ألويةٍ للوتر طلاّبا
سمّ العداة وفكّاك العناة إذا ... كان الوغى لم يكن للموت هيّابا
قال أبو العباس: والجود علته أي أن الناس إذا سئلوا اعتلوا في الجود بالعلل، فجعلته هو علته الجود، كما قال الله جل وعز: النار وعدها الله الذين كفروا معناه: الوعد النار.