وقالت أيضاً ترثي أخاها معاوية بن عمرو: الوافر

هريقي من دموعك واستفيقي ... وصبراً إن أطقت ولن تطيقي

وقولي إنّ خير بني سليمٍ ... وفارسهم بصحراء العقيق

ألا هل ترجعنّ لنا اللّيالي ... وأيّامٌ لنا بلوى الشّقيق

وإذ فينا معاوية بن عمروٍ ... على أدماء كالجمل الفنيق

فبكّيه فقد ولّى حميداً ... أصيل الرّأي محمود الصّديق

فلا والله لا تسلاك نفسي ... لفاحشةٍ أتيت ولا عقوق

ولكنّي رأيت الصّبر خيراً ... من النّعلين والرّأس الحليق

وكانوا في الجاهلية إذا بالغوا في الجزع حلق النساء رؤوسهن، ولطمن خدودهن بالنعال.

وقال عبد مناف بن ربيع الهذلي يذكر أختيه: البسيط

إذا تأوّب نوحٌ قامتا معه ... ضرباً أليماً بسبت يلعج الجلدا

ألا يا لهف نفسي بعد عيشٍ ... تولّى بعده عيشٌ أنيق

وإذ يتحاكم الحكّام فينا ... إلى أبياتنا وذوو الحقوق

وإذ فينا فوارس كلّ هيجٍ ... إذا فزعوا وفتيان الخروق

الخروق جمع خرق، وهو المتسع من الأرض، وذلك قول رؤبة ابن العجاج: الرجز

وقاتم الأعماق خاوي المخترق

أي المتسع. وقال بعض المفسرين في قول الله جل وعز: إنك لن تخرق الأرض قال: تبلغ قطريها. والقول الفاشي إنما هو تنقبها بأجمعها إلى حيث بلغت.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015