ترى الشّمط الجحاجح من سليمٍ ... تبلّ ذرى مدامعها لحاها
ليبك الخير صخراً من معدٍّ ... ذوو أحلامها وذوو نهاها
وخيلٍ قد لفقت بجمع خيلٍ ... فدارت بين كبشيها رحاها
محافظةً ومحميةً إذا ما ... نبا بالقوم من جزعٍ لظاها
وقالت: الوافر
ألا يا عين فانهملي بغزر ... وفيضي عبرةً من غير نزر
ولا تعزي عزاءً بعد صخر ... فقد غلب العزاء وعيل صبري
لمرزئةٍ كأنّ الجوف منها ... بعيد النّوم يسعر حرّ جمر
على صخرٍ وأيّ فتىً كصخر ... لعانٍ عائلٍ علقٍ بوتر
وللأضياف إن طرقوا هدوّاً ... وللكلّ المبرّ وكلّ سفر
إذا نزلت بهم سنةٌ جمادٌ ... أتى بالدّرّ لم يكسع بغبر
كان من شأنهم، إذا أجدبت السنة أو خافوا الجدب، أن تنضح الضروع بالماء البارد ليبقى اللبن فيها ادخاراً واستعداداً وبخلاً من بعضهم. فلذلك يقول الحارث ابن حلزة: السريع
لا تكسع الشّول بأغبارها ... إنّك لا تدري من النّاتج
الغبر: بقية اللبن، وغابر كل شيء: باقيه. ويقول: لا تبخل فتحبس لبنك، فإنك لا تدري لمن يكون ذلك اللبن، ألك أم لوارثك أم لمغير عليك.
واصبب لأضيافك ألبانها ... فإنّ شرّ اللّبن الوالج
وكل مردود مكسوع.
هنالك كان غيث حياً وعزّاً ... لمن أرسى إليه غير وعر
وأحيا من مخبّأةٍ كعابٍ ... وأشجع من أبي شبلٍ هزبر