يقال: أكدى، إذا أقل، وأصل ذلك في البئر تحفر، فإذا بلغ منها إلى حجر أو كدن استصعب على الحافر. وقيل: قد بلغت كديتها وجمعها كدى فلا يخرج من التراب إلا اليسير، فلذلك قيل للذي يعطي قليلاً: أكدى. قال الله جل وعز: وأعطى قليلاً وأكدى. فقالت: إذا بلغ الجهد من الناس لم يكن عطاؤه قليلاً ولا نزراً.
له كفٌّ يشيد بها وكفٌّ ... تحلّب ما يجفّ ثرى نداها
فمن للضّيف إن هبّت شمالٌ ... مزعزعةٌ يجاوبها صباها
وألجأ بردها الأشوال حدباً ... إلى الحجرات بارزةً كلاها
يقول: لا شحم عليها.
هنالك لو نزلت بآل صخرٍ ... قرى الأضياف شحماً من ذراها
هذا على مخاطبتين. قالت: هنالك لو نزلت للذي تخاطبه ثم خبرته فقالت: قرى الأضياف فتأويل هذا على ضربين، أحدهما على حذف المفعول كأنها قالت: لو نزلت به لرأيته يقري الأضياف، ويكون على أنها جعلته وغيره على مخاطبتين، تتحول من إحداهما إلى الأخرى كقول الله عز وجل: حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة، وكقول عنترة: الكامل
شطّت مزار العاشقين فأصبحت ... عسراً عليّ طلابك ابنة مخرم
ومثل هذا كثير جداً.
أمطعمكم وحاملكم تركتم ... لدى غبراء منهدمٍ رجاها