وقال أبو عبد الرحمن العتبي يرثي بنيه: المتقارب
أما يزجر الدّهر عنّا المنونا ... يبقّي البنات ويفني البنينا
وأنحت عليّ بلا رحمةٍ ... فلم تبق فوق غصوني غصونا
وكنت أبا ستّةٍ كالبدور ... وقد فقؤوا أعين الحاسدينا
فمرّوا على حادثات المنون ... كمرّ الدّراهم بالنّاقدينا
فألقين ذاك إلى صارخٍ ... وألقين ذاك إلى ملحدينا
فما زال ذلك دأب الزّما ... ن حتّى أماتهم أجمعينا
وحتّى بكى لي حسّادهم ... وقد أتعبوا بالدّموع العيونا
وحسبك من حادثٍ بامريءٍ ... ترى حاسديه له راحمينا
رأيت بنيّ على ظهرها ... فصاروا إلى بطنها ينقلونا
فمن كان يسليه مرّ السّنين ... فحزني تجدّده لي السّنونا
وقال فيهم: الكامل
يا ستّةً أودعتهم حفر البلى ... لخدودهم تحت الجبوب وساد
منعوا جفوني أن يصافح بعضها ... بعضاً فهنّ وإن قربن بعاد
لمّا بقيت عماد بيتٍ مفرداً ... قد أسلمت أطنابه الأوتاد
لم تبق عينٌ أسعدت ذا عبرةٍ ... إلاّ بكت حتّى بكى الحسّاد
ماذا أرجّي بعد خمسٍ بعدها ... ستّون أكملها لي الميلاد؟
وسطت عليّ من الزّمان يدٌ بها ... فلّ الجميع وغيّب الأولاد
وقال يرثي أخته: الطويل
لقد خانني صبري بأمّ محمّدٍ ... فلم يبق لي إلاّ التّأسّف من جهدي
سوى أنّ صدري تحته مستكنّةٌ من الحزن ما تبقي على الرّجل الجلد
وإنّي مذ اليوم الّذي لم أطق به ... عن ابنة أمّي مدفعاً لعلى وعد