إذا شئت راعتني مقيماً وظاعناً ... مصارع شبّانٍ لديّ وشيب
غدا سلفٌ منّا وهجّر رائحٌ ... على أثر الغادين قود جنيب
وما نحن إلاّ كالخليط الّذي مضى ... فرائس دهرٍ مخطيءٍ ومصيب
نؤمّل عيشاً في حياةٍ ذميمةٍ ... أضرّت بأبدانٍ لنا وقلوب
وما خير عيشٍ لا يزال مفزّعاً ... بفوت نعيمٍ أو بموت حبيب
قال أبو العباس: حدثنا المغيرة بن محمد المهلبي عن الزبير بن بكار الزبيري عن سليمان بن العباس السعدي قال: جاء عبد الله بن عمر العبلي إلى سويقة وهو طريد بني العباس وكان ذلك بزمان خروج ملك بني أمية وانتقاله إلى بني العباس، قاصداً لعبد الله وحسن، ابني حسن، فاستنشده عبد الله من شعره فأنشدهم فقالوا: نريد من شعرك ما رثيت به قومك، وما كان من أمركم وأمر القوم فأنشدهم قوله: المتقارب
تقول أمامة لمّا رأت ... نشوزي عن المنزل المنفس
وقلّة نومي على مضجعي ... لدى هجعة الأعين النّعّس:
أبي، ما عراك؟ فقلت: الهمو ... م عرين أباك فلا تبلسي
عرين أباك فحبّسنه ... من الطّرد في شرّ ما محبس
لفقد العشيرة إذ نالها ... سهامٌ من الحدث الموئس
رمتها المنون بلا نصّلٍ ... ولا طائشاتٍ ولا نكّس
بأسهمها الخالسات النّفوس ... متى ما تصب مهجةً تخلس