وقال فيه أيضاً: مجزوء الخفيف
صاحبٌ كان لي هلك ... والسّبيل الّذي سلك
يا عليّ بن ثابتٍ ... غفر الله لي ولك
كلّ حيٍّ مملّكٍ ... سوف يفنى وما ملك
قال أبو العباس: وأنشدني أبو محمد التوزي لرجل من قيس يرثي ابنه: الطويل
أجارتنا لا تجزعي وأنيبي ... أتاني من الموت المطلّ نصيبي
بنيّ على عيني وقلبي مكانه ... ثوى بين أحجارٍ وبطن جبوب
عجبت لإسراع المنيّة نحوه ... وما كان لو ملّيته بعجيب
وما هدّ ركني أن سلبت جماله ... على أنّني أرثي لكلّ سليب
صبرت على خير الفتوّ رزئته ... ولولا اتّقاء الله طال نحيبي
وما جزعي من نازلٍ عمّ فجعه ... ومن ورد آباري وقصد شعيبي
لعمري لقد دافعت موت محمّدٍ ... لو أنّ المنايا ترعوي لطبيب
وكان كريحان العروس بقاؤه ... ذوى بعد إشراق الغصون وطيب
فيا حزناً نغّصت قرب محمّدٍ ... وأيّ فتى نغّصت يوم ركوبي
أغرّ طويل السّاعدين مشيّعٌ ... كسيف المحامي هزّ غير كذوب
دعته المنايا فاستجاب لصوتها ... فلله من داعٍ دعا ومجيب
فأصبحت أبدي للعدوّ جلادةً ... ويا لك من قلبٍ هناك كئيب
يذكّرني نوح الحمام فراقه ... وإرنان أبكار النّساء وثيب
ولي كلّ يومٍ عبرةٌ لا أفيضها ... لأحظى بصبرٍ أو بحطّ ذنوب
أظلّ لأحداث المنون مفزّعاً ... كأنّ فؤادي في جناح طلوب