فصرعاهم في نواحي البلا ... د ملقىً بأرضٍ ولم يرسس

تقيّ أصيب وأثوابه ... من العار والعيب لم تدنس

وآخر قد رسّ في حفرةٍ ... وآخر طار فلم يحسس

فكم من كوابٍ بواكي العيو ... ن حزناً ومن صبيةٍ بؤّس

إذا ما ذكرنهم لم تنم ... صباح الوجوه ولم تجلس

يرجّعن مثل بكاء الحما ... م في مأتمٍ قلق المجلس

فذاك الّذي غالني فاصمتي ... ولا تسأليني وتستنحسي

وفي ذاك أشياء قد ضفنني ... ولست لهنّ بمستحلس

أفاض المدامع قتلى كدىً ... وقتلى بكثوة لم ترمس

وبالزّابيين نفوسٌ ثوت ... وقتلى بنهر أبي فطرس

أولئك قومٌ أذاعت بهم ... حوادث من زمنٍ متعس

فذلّت قناتي لمن رامها ... وأنزلت الرّغم بالمعطس

قال: فلما أتى عليها استبكى محمد بن عبد الله بن حسن، فنظر عبد الله إلى أخيه حسن فقال: مالك تنظر إلي! أما والله، لو كان ابنك على غير ما ترى لكان خيراً لنا ولك. فأقبل محمد على عمه بإظهار الشفقة على بن العباس ويقول إنهم ليسوا كبني أمية لقرب بني العباس من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقام الحسن إلى منزله فبعث إلى العبلي بخمسين ديناراً، وأمر له عبد الله، ومحمد وإبراهيم ابناه، كل واحد بخمسين ديناراً. وكانت هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة مقتفية بالعبلي. وهند المذكورة هي امرأة عبد الله بن حسن، ومحمد وإبراهيم ولداها. فقال العبلي: الوافر

أقام ثويّ بنت أبي عبيدٍ ... بخير منازل الجيران جارا

أتاهم خائفاً وجلاً طريداً ... فصادف خير دور النّاس دارا

إذا ذمّ الجوار نزيل قومٍ ... شكرتهم ولم أذمم جوارا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015