وقال الهلالي: قيل لمعاوية: مات زياد، فقال: وارجلاه، ثم قال: الطويل
أفردت سهماً في الكنانة واحداً ... سيرمى به أو يكسر السّهم كاسر
وقال: لما هلك ابن معاذ بن جبل، كتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: من محمد رسول الله إلى معاذ بن جبل، سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو. أما بعد. فإن أنفسنا وأهلينا وأموالنا ودائع الله جل ذكره وعواريه المستودعة يمتع بها من يشاء إلى أجل معدود، ويقبضها لوقت معلوم، فأمرنا بالشكر إذ أعطانا، وبالصبر إذ ابتلانا، فكان ابنك من مواهب الله الهنية، ومن عواريه المستودعة يمتع بها من يشاء إلى أجل معدود، ويقبضها لوقت معلوم. وقد متعك الله به، في غبطة وسرور، وقبضه منك بأجر كبير، فالصلاة والرحمة والهدى، يا معاذ إن صبرت واحتسبت. فلا يذهبن جزعك أجرك فتندم على ما فاتك. فإنك لم قدمت على ثواب مصيبتك، قد أرضيت ربك وتنجزت موعوده علمت أن المصيبة قد قصرت عنك. واعلم أن الجزع لا يرد ميتاً ولا يدفع حزناً. فأحسن العزاء، وتنجز الموعود، وليذهب أسفك ما هو نازل بك فكأن قد.
ولما مات مسمع جاء شبيب بن شيبة حتى أخذ بالباب الذي فيه ولده وأهله وبنو عمه فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ثم قال: الكامل
بكّوا حذيفة لن ترثّوا مثله ... حتّى تبيد قبائلٌ لم تخلق