أستعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، أي بنية، إنه ليس أحد إلا وله من الشيطان لمة. فرثته عاتكة امرأته، وهي ابنة زيد بن عمرو بن نفيل فقالت: الطويل
فآليت لا تنفكّ عيني سخينةً ... عليك وجلدي آخر الدّهر أغبرا
وهذا يتصل بخبر ليس من هذا الباب.
ولما مات عبد الرحمن بن أبي بكر لم تحضره عائشة، فأتت قبره فقالت: يا أخي، لو كنت شهدت وفاتك لم أزر قبرك ثم تمثلت: الطويل
وكنّا كندماني جذيمة حقبةً ... من الدّهر حتّى قيل لن نتصدّعا
فلمّا تفرّقنا كأني ومالكاً ... لطول اجتماعٍ لم نبت ليلةً معا
وحدثنا ابن عائشة، وحدثنيه غيره وحديثه أتم أن عائشة حضرت أبا بكر رحمة الله عليه وهو يقضي فقالت: هذا والله قوله: الطويل
أماويّ ما يغني الثّراء عن الفتى ... إذا حشرجت يوماً وضاق بها الصّدر
فقال: أي بنية، لا تقولي كذا وقولي: وجاءت سكرة الموت بالحق وهكذا كان يقرؤها أبو بكر رحمه الله.
قال الهلالي: كان أبو بكر الصديق، رحمة الله عليه، إذا قيل له: مات فلان قال: لا إله إلا الله. وكان عثمان، رحمه الله، إذا قيل له: مات فلان قال: لا إله إلا الله