الفتى، فأمر بجهازه وخرج يمشي أمام جنازته، فلما دفن وحثي عليه التراب وقف قليلاً ينظر إلى قبره ثم قال: الطويل
وقفت على قبرٍ مقيمٍ بقفرةٍ ... متاعٌ قليلٌ من حبيبٍ مفارق
ثم قال: السلام عليك يا أيوب السريع
كنت لنا أنساً فأوحشتنا ... فالعيش من بعدك مرّ المذاق
ثم قال: أدن، يا غلام، دابتي، فركب ثم عطف برأس دابته إلى القبر ثم قال: البسيط
فإن صبرت فلم ألفظك من شبعٍ ... وإن جزعت فعلقٌ منفسٌ ذهبا
فقال عمر: يا أمير المؤمنين، بل الصبر، فإنه أقرب إلى الله وسيلة وليس الجزع يحيي من مات، وبالله العصمة والتوفيق.
وقال الحسن بن عمارة عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد عن أبيه عن عائشة قالت: لما مات عبد الله بن أبي بكر وجد عليه أبو بكر وجداً شديداً ثم دخل علي فقال: يا عائشة، والله لكأنما أخذ بأذن شاة من دارنا فأخرجت، فقلت: الحمد لله الذي عزم لك على رشدك، وربط على قلبك. قالت: ثم جاء بعد ذلك فقال: أي بنية، أتخافين أن تكونوا دفنتم عبد الله وهو حي؟. فقلت: استعذ بالله يا أبه. فقال: