ولكن هذا شبه ضعيف.

وقد صار كثير من الناس، منهم الإمام، فيما سبق، إلى أن ضرب العقل على العاقلة تعبد محض، ولا معنى لقصد التساعد في الحمل. وإذا كان الشبه ضعيفًا، لم يقف للمعنى القوي، على أنه أيضًا لا يصح التشبيه عندنا، فإن السبب في حمل العاقلة العقل، الحذر من الإجحاف بسبب كثرة الحمل في الحر، إذ جميع ما يتلف منه يشتق الغرم فيه غالبًا. [ألا ترى أن مالكًا رحمه الله يقول: إن قلة الجناية لا تحملها العاقلة. وإذا كان سبب الحمل كثرة الغرم، فلا خفاء في أن ذلك يختص بالحر غالبًا]. أما العبيد فالظاهر أن قيمتهم لا تبلغ مبلغ الإجحاف، ولا نظر إلى القادر. فلهذا اخترنا ألا تحمل العاقلة [العبد]. وهذا هو مذهبنا ومذهب الشافعي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015