ولكن لأمر من الديانة، من جهاد، وبث علم، وإقامة حكم، أو غير ذلك مما تدعو إليه الضرورة. والله أعلم. لترغيب النبي - صلى الله عليه وسلم - في سكناها والصبر على لأوائها.
فيها كان الوفر العظيم والعلم الجسيم. وقد كان الخارج منها من الصحابة إذا شك في أمر، لم يقطع بحقيقته حتى يقدم المدينة، فيسأل عن ذلك.
[كذلك] فعل ابن مسعود وابن عمر وأبو هريرة وغيرهم. وقد انقاد إلى تقليدهم من ينكر مخالفتهم، فلم يجد [بدًّا] من تقليدهم في صاعهم ومُدهم وأحباسهم وصدقاتهم، ولا يكون ذلك غلا بينة أحياها عملهم، واستغنوا عن نصها. وكذلك لزم اتباعهم في إسقاطهم عن الخضر الزكاة، إذ الزكاة غير [مؤخرة]، وكان الرسول [- صلى الله عليه وسلم -] يأخذها والخلفاء على سيرته. فلما بطل أن