أصحابه [إلا] أن أكثر مصير من صحبه إليها، والثاوي بها أكثر من الظاعن عنها. (137/ ب) فكان بذلك عملهم حجة على من سواهم من سائر البلدان. وقد كان اجتماع مَن بالمدينة من [القرن] الأول في غير شيء حجة على من كان بغيرها، وكان الواجب عليهم التسليم لما قام به جمهور الأئمة ببلد النبوة.
ولما بعد في العقول أن تذهب السنة عن [جميع] الوفر الأعظم ممن هم بها من الصحابة والتابعين، وتكون محفوظة في غيرها من البلدان، أو تموت في الموضع الذي اختاره الله لإحيائها، وتحيا بموضع لم يخصه الله بذلك منها على قرب عهد نبيه، ثبت أنهم الحجة على من عداهم.
وذلك أن الله تعالى خص بلد النبوة [بسكنى] نبيه، وجعلها متبوأ خيار خلقه، ومهبط وحيه، ولكم يخرج (176/ ب) منها أحد من الصحابة رغبة عنها،