بجريان أحدهما، لكن علم أن أحد الأمرين يستحيل الغلط فيه، وهو قوله: (ما قصرت الصلاة). انحصر الجانب الآخر، وهو النسيان، [فهذا] مجوز عقلا، [وواقع] سمعا.
القسم الثالث: النسيان حتى ينقل على خلاف ما كان سمعه، [وأوحي] إليه سهوا. وهذا عندنا محال، لأن المعجزة دلت على أنه صادق في جميع [ما] يخبر به عن الله تعالى.
فلو جوزنا أن ينسى حتى يبلغ خلاف ما [بلغه]، لم تدل المعجزة على الصدق في التبليغ مطلقا.
ووجه آخر: وهو أنه كان يلزم منه أن لا [نثق] بكل ما يبلغنا، لاحتمال السهو والغلط فيه، وذلك محال. فيثبت (119/أ) [بما] قررناه انقسام النسيان إلى واقع [ومستحيل] عقلا، ومجوز عقلا، [منتف] وقوعا.