الذَّخَائِر فِي تِلْكَ السّنة وسماها ماردين الشَّام وَهِي كَذَلِك لِأَنَّهَا فِي غَايَة المنعة والحصانة وحفر فِيهَا عدَّة آبار وَعمل عدَّة صهاريج وملأها مَاء وَخرب برجا كَانَ قد عمل فِي سلمية قَدِيما فِي وسط الْبَلَد وَكَانَ قد خربه الْملك الْمَنْصُور بن تَقِيّ الدّين رَحمَه الله قَدِيما فَلَمَّا صَارَت سلمية لوَلَده المظفر بِأَمْر السُّلْطَان الْكَامِل أعَاد عِمَارَته كَمَا كَانَ أَولا فَنظر الْملك الْمُجَاهِد فِي أمره فخربه وَنقل حجارته وآلته إِلَى قلعة شميميش وَقد كَانَت سلمية انْتَقَلت من المظفر الْمَذْكُور بِأَمْر الْكَامِل إِلَى الْملك الْمُجَاهِد فعمرها وحصنها وَكم لَهُ من عمارات حميدة وآثارات سديدة

وَكَذَلِكَ عمر قلعة حمص ورفعها عَمَّا كَانَت عَلَيْهِ وحصنها وعمق خندقها وأجرى الْمِيَاه من الزِّرَاعَة إِلَى الْبَلَد نَفسه وَعمل القنوات وأجرى المَاء فِي الْمَدِينَة وَعمل الْبَسَاتِين وتجرفت الْمِيَاه فِي جَمِيع أرْضهَا الغربية وَزرع الْأرز عَلَيْهَا وَغير ذَلِك وأطاعه العَاصِي وَهَذَا لم يقدر عَلَيْهِ سواهُ من الْمُلُوك الَّذين تملكوا حمص

وَكَذَلِكَ عمر قلعة الرحبة كَمَا تقدم وَكَذَلِكَ أنشأ قلعة بتدمر على جبل عَال منيع حُصَيْن وَخرب برجها الَّذِي كَانَ فِي الْمَدِينَة

كل هَذَا خوفًا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015