لِمَهْبِطِ الوَحْي حَقًّا تُرْحَلُ النُّجُبُ ... وعندَ هذا المُرَجَّى ينتهي الطَّلَبُ

فنزلتُ أعتنق الأَراك مسلِّمًا، وكدتُ أَلثم أخفافَ الرواحل، إذا وصلتني إلى أعذب المناهل.

فإذا المَطِيُّ بِنا بَلَغْنَ مُحَمَّدًا ... فَظُهورُهُنَّ على الرجالِ حَرامُ

قَرَّبْنَنا من خيرِ مَنْ وَطِىءَ الثَّرَى ... فَلَها علينا حُرْمَةٌ وذِمامُ

فَحَلَلْتُ في أرفَعْ مَقامٍ تُفا ... خِرُ فيها الرؤوسَ الأقدامُ

فنزَّهْتُ عيونَ أملي في روضةٍ ذاتِ أنوار، وعلمت - وهي من رياض الجنة - أني لا أدخل بعدَها النار، وأنا الآن منتظر لألطاف ربي، وهو في كل الأمور حسبي، أن يعدني لجواره، واجتلاء نور حبيبه ومختاره، به إليه متوسلًا، وفي نيل رجائي متوكلاً.

ثم إني لم أمدح في عمري هذا أحدًا من الأمراء طمعًا في صلته وملازمته كما هي عادة الشعراء، وإنما نظمت الشعر العربيَّ والفارسي، إذا طاب الوقت، وطاب الهواء.

وغالب نظيمي في التحريض على اتباع الكتاب والسنة؛ لأنهما يكشفان عن كل مدلهمة ودُجُنَّة، وفي ذم التقليد المشؤوم، والابتداع المذموم.

حَسْبي بِسُنَّةِ أحمدٍ مُتَمَسَّكًا ... عن كلِّ قولٍ في الجدالِ مُلَفَّقٍ

أَوْرِدْ أدلتها على أهلِ الهَوَى ... إن شئتَ أن تلهو بلحيةِ أَحْمَقٍ

واتْرُكْ مقالًا حادِثًا مُتَجَدِّدًا ... من مُحْدِثٍ مُتَشَدِّقٍ مُتَفَيْهِقِ

ودعِ اللطيفَ وما بهِ قَدْ لَفَّقُوا ... فهو الكثيفُ لدى الخبيرِ المُتَّقي

ودعِ الملقبَ حكمةً فحكيمُها ... أبدًا إلى طُرُقِ الضَّلالَةِ يَرْتقي

قدْ جاءَ عن خيرِ البريةِ "أحمدٍ" ... أَنَّ البلاءَ مُوَكَّلٌ بالمَنْطِقِ

واللهِ! ما كانَ الجدالُ بعصرِهِ ... في رُبى "بدرٍ" ولا في "خَنْدَقِ"

وأنا راغبٌ في مجالسة أهل العلم والأدب، ومذاكرتِهم وملاقاتِهم، ومَنْ بآدابهم تأدَّبَ وتدرَّب. وابتُليت بقَدَر الله وقضائه، بفصل الخصومات، وسماع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015