ما بين مطوَّل منها ومختصر، عربيًا وفارسيًا، وطُبعت واشتُهرت. وحُبِّبَ إليَّ علمُ الأدب والعربية والشعر، والتاريخ والتصوف، ونفرَ الطبعُ الكليلُ والخاطر العليل عن معقولات الفن نفرةً زائدة، مع كوني محصلًا لها بتمامها، وعَوَّض الله سبحانه عنها علمَ الكتاب والسنة، وما إليهما، فاشتغلت به شغلة لم تترك لغيرها موقعًا، ولا لعلم من علوم الدنيا وفنون أهلها مسرحًا ومنزعًا، حتى أخرجت مؤلفات زمان الطلب الأول عن عداد التآليف، وجعلت مكانها مصنفات الحديث والقرآن، وهي ممتعة نافعة شائعة مقبولة عند أولي الطبع اللطيف، ولله الحمد على ذلك. وقد ذكرت ما قرأت من الكتب، وما كتبت، وما صنفت، وما ألفت من المصنفات المختصرة والمطولة في تراجمي في غير هذا الكتاب جملةً وتفصيلًا، وألحقتُ جدول ذلك في خاتمة كتاب "حضرات التجلي من نفحات التحلي والتخلي" تكميلًا.

وقد سارت بها الركبان في حياتي إلى أقصى المدائن والبلاد، وأكبَّ عليها جماعة عظيمة من علماء العصر والزمان، وعصابة كبيرة من أمثال الفضلاء والأقران، أصحاب الحديث والقرآن، والأدب والبيان، وقَرَّظَ عليها جمعٌ جَمٌّ من فضلاء العصر، وطائفة عظيمة من نبلاء الدهر، إلا من حسد، وطُبع على اللَّدَد. وانتشرت تلك الدفاتر بعد الطبع الجميل، والتشكيل الجليل، في بلاد الهند وبهوبال المحمية، ومصر القاهرة، وقسطنطينية، إلى الحرمين الشريفين - زاد الله شرفهما -، وإلى البلاد الحجازية كلِّها من أبي عريش، وصنعاء اليمن، وزَبيد، وبيت الفقيه، وحُديدة، وعدن، ومراوعة، وبغداد، ومصر، والشام، والإسكندرية، وتونس، وبيروت، وإسلامبول، والقدس، والجزائر، وبلغار، وقازان، وجميع بلاد الترك، والفرس؛ كأصفهان، وطهران، وإيران، وغير ذلك، وأخذ [ها] الملوك والأمراء والرؤساء والوزراء، والعلماء الموجودون الآن في حدود تلك البلدان على أيدي العظمة والإجلال والقبول والإقبال، وعرفها كل إنسان، ووردت بذلك كتب ومَهارق جَمَّةٌ من فضلاء الأعصار والأمصار، حتى اجتمع شيء واسع من ذلك عندي، وجمعَ منها العلامةُ سليم فارس أفندي بنِ أحمد فارس - صاحب "الجاسوس" مدير "الجوائب" كتابًا لطيفًا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015