من العلماء، ودار على جماعة من مشايخها النبلاء، فقرأ سائر الفنون من العقليات والنقليات والأدب والعربية، وأخذ هناك من فاضلها الفهامة، المشهور بالشيخ المفتي محمد صدر الدين خان صدرِ الصدور، تلميذ أبناء مسند الوقت الشيخِ الأجلِّ أحمدَ وليِّ الله، المحدِّثِ الدهلويِّ المبرور، وأجازه إجازة عامة تامة للعلوم كلها، عقليِّها ونقليِّها.
ثم عاد إلى "قنوج" وسافر إلى "بهوبال" طلبًا للمعيشة، فأخذ ها هنا عن الشيخِ القاضي حسين بن محسن السبيعي، وأخيه المرحوم الشيخ زين العابدين، تلميذي الشيخ محمد بن ناصر الحازمي الشريف، الآخذِ عن العلامة الشوكاني، ودرَّس قليلاً، وصنف كثيرًا، أحاط بالفنون المتداولة وغيرها من الشاذة الفاذة علمًا، وحصل منها على قسط أوفر، ونصيبٍ أجمع، وأجاز له مشايخُ آخرون، منهم: الشيخُ المُعَمَّرُ عبدُ الحق الهنديُّ، المتوفى بمنى في سفر الحج، في سنة 1286، المجازُ عن الإمام الرباني قاضي القضاة محمد بن علي الشوكاني اليماني - رضي الله عنه - مواجهةً ومشافهةً في بلده صنعاء اليمن، والشيخُ الصالحُ محمد يعقوب الدهلويِّ، أخو الشيخ محمد إسحاق، المهاجران إلى مكة المكرمة، المتوفَّيان بها، سبطا الشيخ المفسر العلامة، المحدث عبد العزيز الدهلوي بن الشيخ أحمد وليِّ الله.
وكنتُ كثير الاشتغال بمطالعة الكتب وكتابة الصحف من أيام كوني في المكتب، فطالعتُ زبرًا عديدة، وبيناتٍ كثيرة، وكتبًا غزيرة، وأسفارًا غريبة وشهيرة من كل فن ملائم، وعلم أجنبي، وحصلت منها على فوائد شتى، لا تكاد تنحصر في: إلى، وحتى، وألفت في زمان الطلب رسائلَ ومسائل، وحررتُ تراجم كثيرة لكتب الدين باللسانَين.
وأولُ ما صنفت: "ترجمة المراح في التصريف"، وذلك في سنة 1270، ثم تتابعت التواليف، وبلغت إلى حال تحرير هذا الكتاب تسعةً وخمسين مؤلفًا (?)