ساكني الحرمين الشريفين، وعلى غيرهم من أهل العجم والعرب من المسافرين والواردين إليها، والصادرين عنها، مع إخراج الزكاة المفروضة بالحساب الصحيح - مع كونها كثيرة - تزيد على آلاف في كل عام، وعلى لكوك (?) في أعوام، وقد أعانت جرحى الروم ومرضاهم في حرب الروس بمئتي ألف ربية من الخزانة العامرة، وبخمسين ألفًا من خزانة بيتها، وقد شاركتُها في هذا الأمر بخمس وعشرين ألف ربية من خزانتي، وهي - حفظها الله تعالى - من أكثر النساء صلةً للأرحام، وإن كانوا من الجهلة الطغام، والأوغادِ اللئام.

ودولتُها هذه تليها النساء من أربعة أصلاب، وكانت كل واحدة منهن على مزاج خاص بها، ولا يخلو الزمان من العجائب، ونوع الإنسان من الطرائف والغرائب، والسبب في ذلك: أن رجال الدولة لا يكاد يصلحون لإقامة الأمور السياسية، وتنظيمات الدولية الرئاسية؛ لجهلهم عن العلم، وخوضهم فيما لا يعني، وفرارِهم عن تحصيل المَلَكات الشريفة، والنساءُ لهنَّ إلمامٌ بالدولة وأحوالها، وبجمع أهل الفضل واللياقة، وأصحاب الرأي لنظمها ونسقها، وسماعة لإغاثة اللهفان، وإعانة الولهان، وإيصال الحقوق إلى أهلها، وكفِّ أيدي الظَّلَمة عن المظلومين، ونظارة المداخل والمخارج، وهمة في إتقان الرتق والفتق، حتى جمعت رئيستنا هذه - حفظها الله - كتابًا في السياسة الدولية، سمتها: "التنظيمات الشاه جهانية" أكثرُ ضوابط هذا الكتاب، توافقُ الشرع المستطاب.

فخواتين هذه الدولة هن القائماتُ منذ زمن كثير، وعصر مديد بالرئاسة، وإن كن احتجن في تمشية الأمور المالية والملكية إلى أرباب الحل والعقد، ومن يتحمل عنهن أعباء ذلك، وهم ملازمو هذه الرئاسة [الدولة] العلية من أبناء بلاد شتى، ولهم وظائف معلومة، وخدمات مختصة، وولايات متشخصة يؤدونها على القانون الرئاسي، والطريق السياسي - الجاريين في هذا القطر، وقد قضت للقاضي والمفتي بالقضاء والفتيا في قضاياهم وفتاواهم بما يوافق الكتاب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015